أسر تستمتع بالتسوّق وأخرى تكويها الأسعار أو تكتفي بالنظر بحسرة إلى الواجهات. بين مدن مستقرة ومزدهرة تتبارى في جذب السياح والمتسوقين وتتفنن في إغرائهم بعروض وتنزيلات، وأخرى تفتش عن متنفّس يجنّب أسواقها الركود، تعيش أسر عربية واقعاً مزرياً أو تمضي أوقات فراغها وإجازاتها في سياحة التسوّق بين الداخل والخارج. عائلات تنتظر مواسم التخفيضات للفوز بالكمية والنوعية، وأخرى لا تجد ما يسد رمقها أو يفيض لتوفير بعض حاجاته. واختلفت النظرة إلى مواسم الحسومات والعروض، لا سيما أن مهرجانات التسوّق باتت رائجة، ومنها مهرجان دبي الذي تنظّم دورته ال19، وقد أدخل مفهوم الاستهلاك أفقاً رحباً وعالماً مبتكراً، وسط حرص القائمين عليه على تبدّل وتغيير دائمين لمزيد من الايجابية في جعل المناسبة بوابة لمهرجانات أخرى تقام على مدار السنة وتنظمها مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة (منها إطلاق مهرجان المأكولات في الشهر المقبل)، هناك تعويل على أهمية هذه الأحداث في المجتمع وإنعاشها الدورة الاقتصادية، مع إضفاء أجواء الإلفة والترحاب والحفاوة. كما يلعب الدعم الحكومي دوراً مؤثراً في نجاح المهرجان وإبرازه، إذ يعزز ديمومته فضلاً عن توفير البنية التحتية والمرافق المناسبة لاحتضانه. ويوزّع مهرجان دبي نشاطاته على أبرز وجهات الإمارة الرئيسة، مركّزاً في الوقت عينه على ما يستقطب العائلات من مختلف الجنسيات. ويقرّ المنظمون بأن العائلة واهتماماتها عنصر مهم ورئيس في فقرات المهرجان ومحاوره، وهم منذ البداية وضعوها في صلب اهتمامهم وحملات عروضهم فكانت صورة العائلة في مقدم «الرمز والشعار» اللذين يجسّدهما المهرجان «عالم واحد أسرة واحدة»، كما وفروا سبل الجذب والراحة. وقد أصبح المهرجان من المواسم المهمة لقطاع التجزئة في الإمارة، التي ينتظرها التاجر والمتسوّق. ويشكّل 30 في المئة من إجمالي المبيعات السنوية، بينما يجد الشاري ضالته في الحصول على صفقات وعروض ترويجية ترضي شغفه واقتناء منتجات من ماركات عالمية بأسعار مغرية. وهو يعتبر في مقدم المبادرات التي أطلقتها دبي خلال العقدين الماضيين، حيث جذب سياحاً كثراً إلى الإمارة خلال فترة إقامته، وعزز مفهوم تحول دبي إلى مدينة للتسوّق على مدار العام، فيما تشهد محال ومعارض التجزئة تخفيضات واسعة بهدف المشاركة في هذا المهرجان واستقطاب مزيد من السياح لها. وكان استقطب خلال دوراته السابقة حوالى 51 مليون زائر أنفقوا نحو 35.3 بليون دولار، وقدّم مكافآت وجوائز لزواره والمتسوقين بلغت نحو مليار 462 مليون دولار، منها 702 كلغ من الذهب. وخلال مهرجان 2014 الذي يستمر حتى 2 شباط (فبراير) المقبل، يقدّم نحو 70 مركزاً للتسوق وأكثر من 6 آلاف محل تجاري تخفيضات تصل إلى 75 في المئة، فضلاً عن فعاليات وجوائز. كما ينشط 5400 مطعم، ويقام أكثر من 15 نشاطاً ثقافياً وفنياً وترفيهياً، ما يشكّل حزمة جذب مثالية تجمع الفائدة والتسلية.