اعتبر رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام أنّ «لبنان يحتاج اليوم الى إعادة اعتبار للسياسة، بما هي تشريفٌ للعاملين فيها ومسؤوليةٌ وطنيةٌ وأمانة. كما يحتاج منّا جميعاً الى إعلاء مصلحة لبنان العليا، وجعلها الهدف الأسمى الذي تُجَنّد له كلّ الطاقات وتسقط في سبيله كل الأنانيات». وقال سلام في افتتاحه معرض الكتاب العربي والدولي عصر أمس في بيروت إن «بهذه الطريقة نستطيع مواجهة الواقع المرير الذي نعيش، ونخرج من دوّامة النزاعات التي لا تنتهي، إلى رحاب حياة سياسيّة طبيعيّة تتسع للاختلاف والتنوع والتنافس... وللإنتاج». وإذ تحدث سلام عن بيروت «التي كانت دائماً جامعة المختلفين وحاضنة المؤتلفين»، تذكر أن والده الرئيس الراحل صائب سلام «احتجزني عندما كنت يافعاً في غرفة بعدما زوّدني ثلاثة كتب، ومنعني من الخروج قبل أن أُنجِزَ قراءتها وأُلخِّصَ مضمونها. بعد ذلك بسنوات، وكنت بدأت العمل في الحقل العام، قال لي جملةً ما فتِئت أُكرِّرَها تقول: «السياسة مصدر الجهل»... بمعنى أنّها تستهلك كامل وقتك، وتحرِمُك من متعة القراءة وفوائدها». وأضاف: «في أيامنا هذه، كَثُر الجهلُ. السياسةُ، بمعناها النبيل، ضاعت أو تكاد في غابة الفئوية والحسابات الضيقة. فصِرنا لا نرى المسؤولية الوطنيّة إلا من منظار المصالح الخاصّة، متعامين عن الأوجاع الحقيقية للناس الذين ينتظرون منّا عملاً جادّاً ومخلصاً ومتجرّداً من أجل تأمين حاضرهم ومستقبل أبنائهم». وأكد سلام أن «المطلوب منا أن نتعالى... فنخفّض نبرة الكلام لندرأ الفتن، أن نتقارب لنتحاور، فنعيد عمل مؤسساتنا الى السويّة الطبيعية لنحفظ نظامنا الديموقراطي وأن نتعالى فنسارع إلى انتخاب رئيس للجمهورية». واختتم قائلاً إن «اللبنانيين، الذين أنتج كبارٌ من بينِهم الكثيرَ مما في هذا المعرض من كنوز، قادرون بالتأكيد على إعادة الأَلَق إلى هذا البلد، اذا ما أُتيحت لهم الفرصة لإطلاق مواهبهم وتفجير قدراتهم... وفي انتظار أن يصلُحَ حالُ السياسة، فلا تبقى مولِّدة للجهل، ولا مُفْسِدَة للعقول والقلوب، نغبِطُكم على ما أنتم فيه ونفخر بكم، ونهنّئ أنفسنا بمعرض الكتاب العربي الذي يطوي عامه الثامن والخمسين». وتوجه سلام بكلمته إلى الشعب اللبناني وكل العرب برحيل «قامتين كبيرتين هما السيدة صباح والكبير الكبير سعيد عقل». وقال: «عزاؤنا أنّنا عشنا في زمنِ صباح وسعيد، وتشرّفنا بالانتماء معهما إلى وطنٍ واحد رفعاه إلى العُلى». سياسيون ومثقفون ينعون سعيد عقل من جهة ثانية، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور وكلمات ومقابلات وحوارات للشاعر الراحل سعيد عقل. ونعاه سياسيون لبنانيون. وغرّد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على «تويتر»: «لبنان والعرب خسروا أحد عمالقة الشعر. رحم الله سعيد عقل». كذلك فعل النائب وليد جنبلاط قائلاً: «شاعر وكاتب كبير من لبنان يرحل اليوم. انه سعيد عقل». والنائب سليمان فرنجية: «عقل لبنان في ذمة الله»، ووزير الاتصالات بطرس حرب: «خسرنا شاعراً كبيراً اخبرنا عن ذاتنا وعن دفء الوطن، سعيد عقل اردد معك الحياة العزم، حتى اذا أنا انتهيت تولى القبر عزمي من بعدي»، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع: «فلترقد روحك بسلام». ونعى النائب فادي كرم الشاعر قائلاً: «عمره من عمر الأرز وفكره حكاية وطن أصالة وتاريخ مقاوم عريق، كتاباته تخطت الحدود لتعولم لبنان منارة الأدب والشعر والإبداع، وداعاً يا كبيراً من لبنان، وداعاً سعيد عقل». وقال اتحاد الكتاب اللبنانيين في بيان تلاه الأمين العام للاتحاد وجيه فانوس ان «سعيد عقل ومن كان مثله لا يموتون للوفاة، بل ان حادث الوفاة ليس سوى عَرَض في جوهر وجودهم». ونشرت الفنانة ماجدة الرومي صورة جمعتها بالراحل وقالت: «بحلمك يا حلم يا لبنان، رسمك بجوار الغمام، قطع زمرد، ركزها على حدود السماء».