توفي صباح أمس الجمعة، الشاعر اللبناني سعيد عقل، الذي يعد أحد أبرز الوجوه الشعرية والأدبية في الوطن العربي عن عمر ناهز 102 سنة. يذكر أن الشاعر سعيد عقل المولود في مدينة زحلة شرق لبنان في 1912، كان من أبرز دعاة القومية اللبنانية. من دواوينه "قصائد من دفترها" و"رندلى" و"دلزى" و"أجمل منك؟ لا". وقد أصدر أيضا كتاب "لبنان إن حكى" الذي يتطرق إلى أمجاد لبنان بأسلوب قصصي، يتأرجح ما بين التاريخ والأسطورة. ويقول عقل الذي لقب بالشاعر الصغير؛ نظرا لأنه كان شاعرا منذ طفولته، عن شعره : "في شعري شيء من الرمزية لكن شعري أكبر من ذلك، فهو يضم كل أنواع الشعر في العالم". أبدع الشاعر الراحل في أعمال أدبية بين الشعر والمسرح، منها: المأساة الشعرية "بنت يفتاح" التي يصفها النقاد بأنها أولى مسرحيات لبنان الكلاسيكية ونالت جائزة "الجامعة الأدبية" في ثلاثينات القرن الماضي. مارس الصحافة والتعليم وكتب في جرائد "البرق" و"المعرض" و"لسان الحال" و"الجريدة" وفي مجلة "الصياد"، ودرس في العديد من المؤسسات التعليمية. وأنشأ سنة 1962م جائزة شعرية من ماله الخاص قدرها ألف ليرة لبنانية، تمنح لأفضل صاحب أثر "يزيد لبنان والعالم حبا وجمالا". ونال العديد من الجوائز الأدبية لأعماله الشعرية والمسرحية، كما نشر عددا كبيرا من الكتب، لا سيما تلك التي نشرت باللهجة اللبنانية. وفي سنة 1981م صدر لسعيد عقل ديوان شعر باللغة الفرنسية اسمه "الذهب قصائد" وهو كتاب جامع يحمل خلاصة ما توصل إليه فكره في أوج نضجه. وقد غنت قصائده فيروز وماجدة الرومي التي كتبت في حسابها على الفيس بوك "حلمك يا حلم يا لبنان، رسمك بجوار الغمام، قطع زمرد، ركزها على حدود السماء.. سعيد عقل.. سوف تبقى"، كما نشرت صورة تجمعها بالراحل وهي تجلس بجانبه. كان عقل من أنصار القومية اللبنانية، ويدافع بقوة عن "الخاصية اللبنانية"، ويدعو الى استخدام اللهجة العامية اللبنانية، معتبرا ان المستقبل هو لهذه "اللغة"، وقد أثارت مواقفه هذه جدلا كبيرا. أخذ على عقل تأييده للوجود الإسرائيلي في محاولته القضاء على الوجود الفلسطيني في لبنان بالعام 1982؛ نكايةً في الوجود العسكري الفلسطيني المسلح فيه.