طرأ تدهور على الحال الصحية لأسيريْن فلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في وقت أطلق سراح ثلاثة آخرين، كما زار 15 «غزياً» 11 أسيراً من أبنائهم في سجن «إيشل» الإسرائيلي. وقالت محامية وزارة شؤون الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية حنان الخطيب أمس: «إن الوضع الصحي للأسيرين صلاح الطيطي وثائر حلاحلة في تدهور مستمر وخطير». وأضافت: «أن الطيطي الموقوف في مستشفى سجن الرملة، سقط مغشياً عليه أثناء زيارته، ونقله الأطباء والمسعفون إلى عيادة السجن لإجراء الفحوص اللازمة». وأوضحت أن الطيطي يعاني منذ الولادة من مشاكل خلقية، إذ كانت أحشاؤه خارج بطنه، وأجريت له عشر عمليات جراحية، ولا يزال يعاني من مشاكل في الكلى والمثانة والأعضاء التناسلية. ولفتت الخطيب إلى أن الطيطي، المعتقل منذ السادس من شباط (فبراير) الماضي، يحمل كيساً للتبول، ولا يتلقى أية فحوص طبية أو أدوية، ويعاني من ارتفاع في ضغط الدم يؤدي إلى إصابته بضعف في الرؤية وارتجاف في الجسم وصعوبة في الوقوف. وقالت وزارة الأسرى إن الأسير حلاحلة المصاب بمرض الكبد الوبائي، سقط مغشياً عليه مدة خمسة أيام بعد إجراء فحوص طبية له في مستشفى سوروكا الإسرائيلي أواخر الشهر الماضي. وقال حلاحلة في رسالة وجهها إلى الوزارة في رام الله إنه لا يزال يعاني من أوجاع شديدة وآلام حادة في الجانب الأيمن من البطن يمتد حتى العمود الفقري، كما يعاني من حصوة في الكلى، وكيس شعر أسفل الظهر يسيل منه دم وقيح، وحكة في الصدر واليدين والقدم اليمنى، وإرهاق وتعب دائم. وأشار إلى أنه أصيب بفيروس التهاب الكبد الوبائي أثناء التحقيق معه في سجن عسقلان. من جهة أخرى، قال نادي الأسير الفلسطيني في رام الله أمس: «إن الأسير محمد السياعرة يشكو من وضع صحّي صعب للغاية في ظل إهمال طبي». وأوضح محامي النادي الذي زار السياعرة في سجن النقب الصحراوي أخيراً، أنه يعاني من تضخم في الأوردة الدموية منذ عام 2004، وآلام في ساقه التي كسرت أثناء التحقيق معه عام 2003، ولا يُقدّم له سوى المسكنات، مضيفاً أن التشخيص الأولي يحذر من احتمال إصابته بمرض السرطان، وبتر ساقه في حال التأخر في تقديم العلاج اللازم له. وأردف النادي: «أن السياعرة يشتري أدوية على نفقة عائلته بكلفة مقدارها أربعة آلاف شيقل شهرياً، إضافة إلى حاجته إلى طعام صحي موصوف لحاله المرضية على نفقة عائلته أيضاً، فيما لا تقدم مساعدة له في تغطية تلك التكاليف». وأشار السياعرة إلى أنه في حاجة لإجراء عملية جراحية تصل كلفتها إلى 30 ألف دولار. وكانت سلطات الاحتلال اعتقلت السياعرة عام 2003 من قرية خاراس قرب مدينة الخليل جنوبالضفة الغربيةالمحتلة، وحكمت عليه بالسجن 14 عاماً. في سياق متصل، قال مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير المحامي جواد أمس: «إن الأسرى الإداريين علّقوا خطواتهم الاحتجاجية، وأعلنوا استئنافهم المثول أمام المحاكم العسكرية والمدنية الإسرائيلية التي تتابع قضايا الاعتقال الإداري». وقال ممثل اللجنة الإدارية للأسرى الإداريين نبيل النتشة: «إن الأسرى اتخذوا هذا القرار بروح جماعية في أعقاب اجتماع قياداتهم مع مسؤولين من مصلحة السجون الإسرائيلية التي طالبتهم بتعليق الخطوات وإعطاء الجهات المسؤولة في المصلحة مهلة لإثبات حصول تغيير وتمكنهم من معالجة بعض مطالبهم». إلى ذلك، أطلقت سلطات الاحتلال أمس ثلاثة أسرى من مدينة رفح جنوب القطاع بعد انتهاء مدة محكومياتهم البالغة ست سنوات. والأسرى الثلاثة الذين اعتقلوا في 21 كانون الثاني (يناير) عام 2008 هم محمود موسى الصوفي، وثابت جمعة الصوفي، وسالم عطية بن حماد. كما زار 15 غزياً من ذوي الأسرى 11 من أبنائهم المعتقلين في سجن «إيشل» الإسرائيلي أمس في حافلة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر.