سقط الأسير بلال ذياب المضرب عن الطعام منذ 65 يوماً مغشياً عليه في قاعة المحكمة العليا الإسرائيلية أمس قبل أن ترجئ قرارها بالرد على التماسين قانونيين تقدم بهما الأسيران ذياب وثائر حلاحلة إلى أجل غير محدد، فيما أصرت النيابة العسكرية على موقفها بأن الأسيرين يشكلان خطراً على أمن إسرائيل وسلامة مواطنيها. واعتبر مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير الفلسطيني المحامي جواد بولص أمام هيئة المحكمة أن رفضها الالتماسين «يعني إصدار حكم إعدام في حق الأسيرين» المضربين عن الطعام منذ 29 شباط (فبراير) الماضي احتجاجاً على استمرار اعتقالهما الإداري. وسمح قاضي المحكمة للنائب الطبيب احمد الطيبي الذي حضر الجلسة، بفحص ذياب نظراً إلى عدم وجود طبيب برفقة الأسيرين اللذين نقلا من مستشفى سجن الرملة إلى المحكمة وهما في حال صحية خطرة. وطالب الأمين العام ل «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» احمد سعدات مصر والأردن بالتدخل لإنقاذ حياة الأسرى. ووصف في نداء أطلقه أمس من مستشفى سجن الرملة الذي نقل إليه بعد تدهور وضعه الصحي بسبب إضرابه عن الطعام منذ 17 يوماً، أوضاع الأسرى بأنها «صعبة ويتم نقلهم إلى مستشفيات مدنية خارجية وإعادتهم بين فترة وأخرى نظراً إلى خطورة وضعهم». وحذر من «خطورة أوضاع حلاحلة وذياب وحسن الصفدي وجعفر عز الدين الصحية، وأن وجودهم في مستشفى السجن لا يتناسب مع وضعهم الصحي». وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات إن القيادة الفلسطينية تعمل على نقل معركة الأسرى الفلسطينيين والعرب من زنازين الاحتلال إلى المحافل الدولية. وأشار إلى أنه سيبحث مع مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير قضية الأسرى، خصوصاً المضربين عن الطعام، لافتاً إلى أن القيادة تنتظر إجابات من الأطراف الدولية والإسرائيلية بعد اتصالات مكثفة أجرتها في هذا الخصوص. إلى ذلك، أعلن أسرى حركة «حماس» في سجن النقب الصحراوي خوضهم الإضراب المفتوح عن الطعام، ليرتفع بذلك عدد المضربين إلى أكثر من ألفين. واعتبروا في رسالة لهم أن إضرابهم سيمثل إضافة نوعية ضاغطة على مصلحة السجون لإجبارها على الرضوخ لمطالبهم. فعاليات دعم الأسرى في هذه الأثناء، اتسعت رقعة الفعاليات المساندة للأسرى المضربين عن الطعام، إذ نظمت حركة «الجهاد الإسلامي» مسيرة في مدينة غزة شارك فيها مئات النساء. كما نظمت «الشعبية» مسيرة شارك فيها مئات من أنصارها، وسلمت مذكرة إلى مكتب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في مدينة غزة تطالبه فيها ببحث قضية الأسرى في أروقة الأممالمتحدة. وشارك المئات من الطالبات الجامعيات والأطفال في مسيرتين منفصلتين، في وقت واصل عشرات الفلسطينيين إضراباً مفتوحاً عن الطعام تضامناً مع الأسرى.