تترقب مصر إحياء الذكرى الثالثة للثورة السبت المقبل، وسط دعوات من «تحالف دعم الشرعية» المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي إلى «موجة ثورية طويلة في قلب القاهرة»، في إشارة على ما يبدو إلى الاحتشاد في ميدان التحرير، فيما تعهد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم «الحزم» في مواجهة أي أعمال شغب. وكشف مسؤول مصري ل «الحياة» اعتزام قيادات عسكرية ومدنية الاجتماع قبل 25 كانون الثاني (يناير) الجاري مع قوى شبابية وثورية «لتجنب استقطاب قوى منها من أجل الاحتجاج في 25 يناير بهدف إثارة القلاقل وإشاعة الفوضى في الشارع». وكان وزراء التضامن الاجتماعي أحمد البرعي والصناعة منير فخري عبدالنور والإسكان إبراهيم محلب، اجتمعوا قبل أيام مع ممثلي ائتلافات شبابية في محاولة لاسترضائهم وسط حملة أمنية وإعلامية تستهدف قيادات القوى الثورية الشبابية. وقلل المصدر من مخاوف «وقوع أحداث غير طبيعية في 25 يناير». وقال إن «خططاً أمنية احترازية للجيش والشرطة تم وضعها لتأمين الشعب والشارع المصري، ومواجهة أي مشاكل يمكن أن تحدث وتؤثر في الأمن والسلم العام في البلاد». وعقد وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم اجتماعاً مع مساعديه مساء أول من أمس للبحث في خطة تأمين إحياء ذكرى الثورة «وإجهاض أي مخططات تحاول إفسادها». وحذر من «أي محاولات للمساس بالمنشآت المهمة أو الحيوية أو التعدي على قوات الأمن أو تعطيل المرافق العامة»، مؤكداً أن «وزارة الداخلية ستتعامل بمنتهى الحزم والحسم مع تلك المحاولات». وقال إن «السجون والأقسام مؤمنة بالكامل بالأسلحة الثقيلة»، مضيفاً خلال كلمته في احتفالية أكاديمية الشرطة بتخريج دفعة جديدة أمس، أن «الوزارة على كامل الاستعداد للتصدي لأي أحداث شغب يوم السبت». وأشار إلى أنه «تم رصد جميع دعوات جماعة الإخوان المسلمين للتظاهر في ذكرى الثورة، والشرطة توجه يومياً ضربات استباقية إلى عناصر الإخوان، وضبطنا أعداداً منهم وخزائن للمتفجرات». في المقابل، دعا «تحالف دعم الشرعية» إلى «موجة ثورية طويلة». وقال في بيان أمس: «لا مشروعية للانقلاب... الثورة ستنصف كل المظلومين ولو بعد حين». وعاهد الموقوفين من أنصار مرسي «بأن نكون على قدر آمالكم وتضحياتكم العظيمة، وتطلعاتكم في استرداد ثورة 25 يناير ومكتسباتها من عواجيز النكسة». وأضاف أن «الموجة الثورية المقبلة مع رياح استرداد ثورة 25 يناير، ستكون موجة ثورية طويلة ومتتابعة في قلب القاهرة، ولن يحصل فيها القتلة وذووهم على طعم الراحة، فأعدوا أنفسكم وواصلوا تصعيدكم الثوري بسلمية مبدعة، ومقاومة مدنية متصاعدة». وتوعد «الحزب الإسلامي»، عضو التحالف والذراع السياسية لجماعة «الجهاد»، ب «إجراءات تصعيد ثورية حتى فعاليات ذكرى الثورة». وقال في بيان: «الحزب وجماعة الجهاد لن يخلدا إلى الراحة إلا بعد تحقيق مطالب الثورة والقضاء على النظام الحالي... ويتعهد الحزب إقامة شرع الله والتضحية من أجل تحقيق هذا الهدف، والتضامن ومساندة شباب الحركات الإسلامية والوطنية في مختلف ربوع البلاد». من جهة أخرى، وافق مجلس جامعة القاهرة أمس على قرار رئيس الجامعة الاستعانة بقوات الشرطة لدخول الحرم الجامعي لتأمين منشآت الجامعة وطلابها وأعضاء هيئة التدريس والعاملين فيها، عقب الاشتباكات بين طلاب «الإخوان» وقوات الأمن التي سقط فيها قتيل الخميس الماضي. وتظاهرت أمس عشرات من طالبات جامعة الأزهر مؤيدات لمرسي في ميدان رابعة العدوية في حي مدينة نصر شرق القاهرة، وهتفن ضد الجيش والشرطة. ونشبت اشتباكات بين قوات الأمن وطلاب «الإخوان» في جامعة المنصورة في الدلتا إثر خروج مسيرة من الطلاب من حرم الجامعة إلى الشارع وقطعهم طريقاً رئيساً، فتصدت لهم قوات الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع ليرد الطلاب برشق الشرطة بالحجارة والألعاب النارية. من جهة أخرى، قال الناطق باسم القوات المسلحة العقيد أحمد علي، إن قوات من الجيش شنت أول من أمس حملة أمنية على مناطق عدة في شمال سيناء، أسفرت عن القبض على تسعة من «العناصر الإرهابية». وأوضح علي في بيان أن «قوات الجيش شنت بالتعاون مع الشرطة حملة دهم وتمشيط لمناطق جنوب القواديس وقرية الفيتات ومنطقة صلاح الدين في مدن العريش والشيخ زويد ورفح، أسفرت عن القبض على 9 من العناصر الإرهابية في مدينة العريش وتدمير وحرق 15 عشة تستخدمها العناصر الإرهابية قواعد انطلاق لتنفيذ هجماتها الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة». وأشار إلى «نسف وتدمير ثمانية أنفاق لتهريب الأفراد والبضائع إلى غزة وتدمير أربعة مسارات لتهريب الوقود».