بدأ تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) أمس تطبيق معاييره ونمط الحياة في «ولاية الرقة» في شمال شرقي البلاد بمنع التدخين والأغاني وفرض النقاب وإغلاق المحال قبل الأذان وخلال الصلاة في المسجد، بعدما فرض مقاتلوه يدهم العليا في الصراع المحتدم مع تنظيمات إسلامية مقاتلة في الشريط المحاذي لحدود تركيا في شمال سورية. وفي 14 الشهر الجاري، تفرد مقاتلو «داعش» بالسيطرة على مناطق الرقة القريبة من حدود العراق، عدا المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري. وكانت مساعي التنظيم فرض نمط متشدد من بين الأسباب التي دفعت كتائب إسلامية مثل «الجبهة الإسلامية» و «جيش المجاهدين» و «جبهة ثوار سورية» للدخول في مواجهه معه. وفيما تقدم مناهضو «داعش» في غرب حلب وفي شمال غربي البلاد، حافظ التنظيم على مواقعه شرق حلب وفي شمال شرقي البلاد. ووزع «داعش» أمس أربعة بيانات في شوارع مدينة الرقة. وتناول الأول «فرض النقاب» طالباً من «أي أخت توجد في الشارع بوجوب التزام الأخلاق الإسلامية ومنها لبس الحجاب الشرعي الكامل المكون من العباءة الفضفاضة والحجاب والنقاب وقفازات وعدم رفع الصوت في الشارع وعدم المشي في ساعة متأخرة وحيدة من دون محرمها». وأضاف البيان: «كل أخت تخالف ذلك تعاقب بالشرع هي وولي أمرها بعد مهلة قدرها ثلاثة أيام»، لافتاً إلى أن عدم تطبيق هذه الأمور «نخشى أن يؤدي إلى خسارة المناطق المحررة». وخصص «داعش» بيانه الثاني لموضوع «منع الموسيقى والغناء والصور على المحال» تضمن منع «أقراص الغناء وآلات الموسيقى وتشغيل الأغاني الماجنة في السيارات والحافلات والمحال وجميع الأماكن»، داعياً أصحاب المحال إلى إزالة صور الرجال والنساء عن واجهات محالهم، وأن «كل من يخالف سيعرض نفسه للعقوبة الشرعية اللازمة». وعزا هذه الخطوة إلى كون «المعازف والغناء حرام في الإسلام، لأنها تلهي عن ذكر الله وعن القرآن، وهي فتنة ومفسدة للقلب». كما منع «المكتب الدعوي» في التنظيم في بيان ثالث بيع الدخان ومعدات النراجيل. وبدأ البيان بذكر أضرار التدخين الصحية والمالية كونه «أشبه بالانتحار البطيء» وأنه «وباء لا يُقبل عليه العقلاء» ويسبب «الأضرار في النفس وفي المال». وأردف: «ليعلم كل مدخن أنه إنما يعصي الله تعالى بكل لفافة تبغ ينفث دخانها بالهواء في نشوة وخيلاء»، مؤكداً أنه بعد ثلاثة أيام من صدور البيان «يمنع منعا باتاً بيع الدخان والنراجيل، وإلا فإن كل من أصرّ على بيعه فظلم نفسه وظلم الناس، ما سيقابل بحرق كل الكمية ومعاقبة (البائع) شرعاً». وطالب بيان رابع موقع باسم «إخوانكم في الدولة الإسلامية في العراق والشام - المكتب الدعوي»، أصحاب المتاجر والمحال في الرقة ب «إغلاق االمحال قبل عشر دقائق (من موعد الصلاة). وعلى أي رجل في الطرقات التوجه إلى المسجد لأداء فريضة الصلاة وعدم التأخر أو الجلوس للحديث في الطرقات والمسلمون في مساجدهم». وزاد: «من وجد أثناء الصلاة فاتحاً متجره أو خارج المسجد، فإن متجره سيغلق ويطلب للمساءلة الشرعية وتتم محاسبته بعد ثلاثة أيام» من تاريخ صدور البيان يوم أمس. وأفاد «مركز حلب الإعلامي» أمس بأن الحكومة التركية أغلقت معبر جرابلس الحدودي وقامت بإزالة الأجهزة والمعدات من الطرف التركي من المعبر، عقب سيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية» على مدينة جرابلس. وكانت أغلقت معبر تل أبيض في الرقة للسبب ذاته الأسبوع الماضي. ولا يزال معبران مفتوحين بين شمال سورية وتركيا هما: معبر باب السلامة في ريف حلب ومعبر باب الهوى في ريف إدلب. وأعلن ناشطون أمس أن مقاتلي «داعش» استهدفوا 33 موقعاً لقوات المعارضة ب51 تفجيراً، كان بينها أربعة تفجيرات في سراقب في ريف إدلب، وثلاثة في الرقة، وستة تفجيرات في طريق أعزاز شمال حلب، لافتين إلى أن التفجيرات أدت إلى مقتل 400 شخص. ونشر النشطاء خريطة أظهرت قرب أماكن التفجيرات من مواقع لقوات النظام وميليشيات موالية، من دون أن تستهدف من «داعش». وأفادت «الهيئة العامة للثورة السورية» بأن مقاتلي «الجيش الحر» قتلوا امرأة تونسية كانت تحمل حزاماً ناسفاً خلال توجهها إلى معبر السلامة لتنفيذ عملية انتحارية، وأنه «تم اكتشاف أمرها من طريق شخص كان قد أقلّها بوسيلة نقل إلى حاجز قرية سجو قرب المعبر. إذ أثار موضوع حملها حزاماً كبيراً في خصرها وارتداؤها زياً عسكرياً ريبة السائق الذي أبلغ عناصر لواء التوحيد (التابعة للجبهة الإسلامية) الموجودين في المنطقة، وتمت متابعتها منذ لحظة دخولها وحتى قبل لحظات من تنفيذها العملية حيث تم إطلاق الرصاص عليها في الرأس». وأضافت «الهيئة» أن وزن المواد المتفجرة كان 15 كيلوغراماً... وكانت هذه أول مرة يعلن عن وجود فتاة انتحارية ضمن تنظيم «داعش». وانسحب مقاتلو «الدولة الإسلامية» من كامل ريف حلب الغربي بعد منتصف ليل الاحد - الاثنين «وأخلوا مقراتهم في ريف المهندسين وكفرجوم». وقال نشطاء ان ذلك استهدف تعزيز مواقع التنظيم في شمال حلب، حيث دارت امس مواجهات مع كتائب مناهضة في اطراف مدينة اعزاز التي سيطر عليها «داعش» في ايلول (سبتمبر) الماضي.