يحتفي معرض الكتاب العربي الثامن والخمسين هذا العام والذي افتتح اليوم الجمعة بقامات كبيرة مرت في تاريخ الأدب والفكر العربيين ودور كانت سباقة في النشر منذ 150 عاماً. فقد افتتح رئيس وزراء لبنان تمام سلام في بيروت اليوم معرض الكتاب العربي الثامن والخمسين بمشاركة أكثر من 200 دار نشر لبنانية وعربية. وفي كلمة في حفل الافتتاح الذي أقيم في مجمع البيال في وسط بيروت، قال: "أود أن أتوجه بتعازي الحارة إلى الشعب اللبناني وإلى كل العرب برحيل قامتين كبيرتين هما السيدة صباح والكبير الكبير سعيد عقل". وأضاف: "إنه لشرف كبير لي أن أفتتح اليوم معرض الكتاب العربي. هذا العرس الثقافي السنوي الذي نحتفي فيه بالكتاب أولاً وبعاصمتنا التي رغم كل شيء ما زالت قادرة على احتضان مناسبة بهذا الحجم وبهذه الأهمية لنا ولبلدنا... ولكل الكتاب والمثقفين اللبنانيين والعرب". ويشارك في المعرض هذه السنة 167 دار نشر لبنانية و56 دار نشر عربية بالإضافة إلى أجنحة دولة لكل من السعودية والكويت وسلطنة عمان وفلسطين ولبنان والعراق ومؤسسات الأبحاث والجامعات اللبنانية والعربية. وتحتفي "دار صادر" اللبنانية هذا العام بمرور 150 عاماً على تأسيسها وأصدرت كتاباً يوثق مسار خمسة أجيال تناوبت على الدار. كما تحتفل "دار الجديد" بمرور 100 عام على مولد العلامة الشيخ عبد الله العلايلي الذي كان علماً من أعلام اللغة العربية. ولهذه الغاية فقد طبعت كتب العلامة بأناقة ودقة. وتخصص أمسية للاحتفال بمرور 50 عاماً على رحيل الشاعر العراقي بدر شاكر السياب بمشاركة المركز الثقافي العراقي واتحاد الكتاب العراقيين ووزارة الثقافة العراقية. ويقدم المعرض هذه العام تحية خاصة للشاعر الفلسطيني الراحل سميح القاسم في ذكرى رحيله كذلك العلامة اللبناني هاني فحص إضافة إلى المطرب اللبناني الراحل نصري شمس الدين. وكان النادي الثقافي العربي واتحاد الناشرين قد أعلنا عن برامج يومية سيشهدها المعرض يتضمن محاضرات وحلقات نقاش وندوات وأنشطة لتلاميذ المدارس بالإضافة إلى معرض الفن التشكيلي السنوي بمشاركة عدد من الفنانين اللبنانيين والعرب والأوروبيين. ويحضر تنظيم "الدولة الإسلامية" في المعرض أيضا من خلال ندوة حول كتاب جديد يحمل اسم "داعش عودة الجهاديين" مترجم عن الإنكليزية لباتريك كوكبيرن صادر عن "دار الساقي" وهناك أيضاً كتاب "الدولة الإسلامية" للكاتب والصحافي الفلسطيني عبد الباري عطوان. ويطرح نائب حزب الله حسن فضل الله في كتابه الجديد "حزب الله والدولة في لبنان" الذي يوقعه في الثاني من كانون الأول (ديسمبر) إشكالية العلاقة التاريخية بين حزب الله والدولة منذ النشأة الأولى للحزب في مطلع الثمانينيات. ويستمر المعرض في بيال وسط بيروت حتى 11 كانون الأول وقد أعلنت دور النشر مسبقاً عن إصداراتها الجديدة ودعت القرّاء إلى حضور عشرات حفلات التوقيع.