رعى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح أمس المؤتمر ال 20 للاتحاد البرلماني العربي، وأناب عنه ولي العهد الشيخ نواف الأحمد. وعقد المؤتمر تحت شعار «فلسطين في قلب الأمة العربية والإسلامية». وزكى المؤتمرون رئيس مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي مرزوق الغانم رئيساً للبرلمان العربي خلفاً لأحمد الجروان. ودعا الجروان إلى نجدة مخيم اليرموك ذي الغالبية الفلسطينية في دمشق من الحصار والتجويع. واقترح تخصيص جزء من المساعدات الممنوحة للأشقاء السوريين للمخيم. وألقى الغانم كلمة تناول فيها الدور التاريخي للكويت في دعم القضية الفلسطينية، وقال إن هذه القضية «أقصيت عن موقعها الرئيسي والحقيقي والإستراتيجي بفعل التطرف العنيف ودويلات الطوائف وتغوّل الاحتلال في غطرسته وإمعان الغرب في تحيزه وانتهازية الشرق، وقبل كل هذا وذاك بفعل تفرق العرب وإخفاقهم». وزاد: «إزاء هذه الصورة الصادمة المذهلة، ليس أولى للاتحاد البرلماني العربي من الاجتماع، على أمل توحيد الأمة حول قضيتها الرئيسية على الأقل وعلى أمل استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية حول قضية العرب الأولى»، ورأى علاقة وثيقة «بين الصراع العربي الإسرائيلي من جهة وكل من غياب الإصلاح وانتشار العنف من جهة ثانية»، وقال: «أقوى أسلحة أعدائنا هو تمزق صفنا وتشتت جهدنا» . ثم ألقى رئيس الاتحاد البرلماني الدولي عبد الواحد راضي كلمة شدد فيها على حقوق الشعب الفلسطيني، وقال إن مطالبه «لن تتحقق إلا بتوافر ثلاثة شروط أساسية، أولها وحدة الصف الفلسطيني وثانيها زيادة الدعم العربي للأشقاء الفلسطينيين وثالثها حشد أوسع دعم وتأييد للشعب الفلسطيني، وهنا يتضح الدور الأساسي للبرلمانات العربية والديبلوماسية والبرلمانية». وذكر أن الاتحاد البرلماني الدولي «دان وشجب في مناسبات الاعتداءات والانتهاكات التي تتعرض لها مدينة القدس عموماً والأماكن المقدسة خصوصاً، كما كان أول منظمة دولية تمنح العضوية كاملة للبرلمان الفلسطيني، وذلك عام 2008». وتابع أن مشاركته في المؤتمر ال20 للاتحاد البرلماني العربي «تأتي تلبية للدعوة الكريمة من رئيس الاتحاد رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم تعزيزاً للعلاقات المتينة والصادقة التي تربط الاتحادين». و تناولت جلسة العمل الأولى أمس البند الأساسي على جدول الأعمال «القدس عاصمة دولة فلسطين»، إضافة إلى إلقاء رؤساء المجالس التشريعية وممثلي الوفود كلماتهم، على أن تتم اليوم متابعة جدول الأعمال والمصادقة على القرارات والبيان الختامي. و كانت اللجنة التنفيذية للمؤتمر تبنت اقتراح الكويت تكليف رئيس الاتحاد مرزوق الغانم تشكيل وفد برلماني لزيارة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن في الأممالمتحدة لشرح أبعاد القضية الفلسطينية وانتهاكات الكيان الصهيوني للمقدسات في القدس. ودعا رئيس البرلمان العربي السابق أحمد الجروان في كلمة له أمس، البرلمانات العربية إلى «الوقوف وقفة تضامنية صادقة مع مقاومة الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه الوطنية في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف». وقال إن «الوقوف ضد تهويد القدس وطمس معالم هويتها لا يمكن أن يتأتى إلا برصد كل تحركات الاحتلال الصهيوني ومقاومتها عالمياً وإرسال رسالة الشعب العربي إلى مؤسسات المجتمع الدولي لوقف استقطاب العدو الصهيوني دعماً لمخططاته الإجرامية في حق الشعب الفلسطيني». ودعا إلى الإسراع في تشكيل «حكومة التوافق الوطني الفلسطينية وسرعة إنجاز الانتخابات العامة وفقاً لوثيقة المصالحة»، مناشداً «جميع الأطراف في الضفة الغربية وغزة حل الخلافات والتركيز على الشؤون الداخلية الفلسطينية وخدمة المواطن الفلسطيني في حل هذه المأساة الإنسانية والاصطفاف لتعزيز العلاقات الإيجابية التي تخدم الداخل الفلسطيني». ودعا إلى التحرك السريع ضد «المشروع الصهيوني العنصري بتفضيل المسيحيين من فلسطينيي الداخل على نظرائهم من المسلمين بمميزات وصلاحيات، في محاولة فصل عنصري صارخة جديدة لطمس الهوية العربية للفلسطينيين المسيحيين». وطالب بإطلاق الأسرى الفلسطينيين المحتجزين فى «سجون الكيان الصهيوني»، داعياً الهيئات الدولية المعنية إلى التدخل «لتوفير الحماية لهم وتأمين حقوقهم». كما تناول تدهور أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك في سورية الذي «يدق ناقوس الخطر على كارثة إنسانية وشيكة»، مناشداً المجتمع الدولي والجمعيات الإنسانية المعنية «تخصيص جزء من المساعدات الممنوحة للأشقاء السوريين لصالح مخيم اليرموك المحاصر».