رفع المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) الدكتور عبدالعزيز التويجري الشكر إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإلى ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير مقرن بن عبدالعزيز، لمناسبة احتضان المملكة للمؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة في المدينةالمنورة (الثلثاء) المقبل، وتوفير أسباب النجاح له. وأكد ثقته التامة بأن هذا المؤتمر الذي سيعقد بعنوان: «من أجل تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي لخدمة الحوار والسلام» سيكون إضافة مميزة للعمل الإسلامي المشترك ودعماً مهماً للرسالة الحضارية التي تنهض بها «إيسيسكو» في خدمة العالم الإسلامي. وقال: «إن المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة من المؤتمرات الإسلامية المتخصصة التي تعقدها وتشرف عليها المنظمة، إذ عقدت بعد الدورة الأولى في داكار بالسنغال في كانون الثاني (يناير) 1989 ست دورات في كل من: المغرب تشرين الثاني (نوفمبر) 1998، قطر كانون الأول (ديسمبر) 2001، ليبيا تشرين الثاني (نوفمبر) 2007، أذربيجان تشرين الأول (أكتوبر) 2009، وفي الجزائر دورتان في كانون الأول (ديسمبر) 2004 و2011». وأضاف: «تنامت ما تسمى ب(حرب الأفكار) على العديد من الصعد، وتزايدت أخطار السياسات التي تعمّق الهوّة بين الثقافات وتعرقل الحوار بينها، وتجعل من الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي من أجل استتباب الأمن والسلم ضعيفة المردودية، نظراً إلى الهيمنة التي تمارسها بعض القوى على السياسة الدولية، وبخاصة في مجال حماية الخصوصيات الثقافية والحضارية والروحية للأمم والشعوب، التي هي حق من حقوق الإنسان ومبدأ من مبادئ القانون الدولي المنصوص عليها في المواثيق والإعلانات والمعاهدات والاتفاقات الدولية. ورأى أن تنامي الصراعات وتأجيج الخلافات الطائفية في العالم الإسلامي «أسهم إلى حد كبير في عدم الاستقرار في المنطقة، وشكّل تهديداً لأمنها وسلامة دولها. ولذلك، ازدادت العناية التي توليها المنظمة لتطوير البرامج والأنشطة والمشاريع الثقافية التي تضعها في إطار خطط العمل الثلاثية». وأشار إلى أنه «موازاة مع مواصلة تنفيذ الاستراتيجيات الإسلامية المتعددة في العمل الثقافي خارج العالم الإسلامي وتطوير تقنية المعلومات والاتصال والتكافل الثقافي بين الدول الإسلامية، فإن المنظمة تهتم بالابتكار في التخطيط الثقافي من خلال تبنيها للمفاهيم الجديدة وانفتاحها على المستجدات في عالم الثقافة على الصعيد الدولي الذي يشهد الطفرة المعلوماتية والتطور المطرد في وسائط الاتصال والإعلام، ما ينعكس على البرامج والأنشطة الثقافية عموماً». جدول أعمال المؤتمر أوضح المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة أن جدول أعمال المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة يتضمن التقارير الوطنية للدول الأعضاء عن جهودها في إطار تنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، وتقارير المدير العام ل«إيسيسكو» عن جهودها في مجال نشر الثقافة الإسلامية، مشيراً إلى أنه «سيتم خلال المؤتمر انتخاب أعضاء المجلس الاستشاري المكلف بتنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، وانتخاب أعضاء لجنة التراث في العالم الإسلامي، وتعيين مكان انعقاد الدورة التاسعة للمؤتمر وزمانها». وأضاف: «المنظمة أعطت بانعقاد الدورة الثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة دفعة قوية للاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي التي اعتمدها مؤتمر القمة الإسلامي السادس في داكار 1991، وأعاد صياغتها المؤتمر الإسلامي الرابع في الجزائر 2004». ووصف ذلك بأنه نقلة نوعية واسعة المدى في العمل الثقافي الإسلامي المشترك يخطو بها العالم الإسلامي نحو الانتقال بدور الثقافة في خدمة التنمية الشاملة المستدامة من أفق التنظير إلى مجال التنفيذ. وشدد على أن «ما يميز الدورة الحالية للمؤتمر عن سابقاتها، كونها أولاً تعقد في رحاب المدينةالمنورة التي لها مكانة كبرى في قلوب المسلمين، فهي مثوى رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومكان مسجده الشريف ومنطلق الفتوحات التي نشرت الإسلام، ومنها أشعّت أنوار العلم والمعرفة في جميع أنحاء العالم، وثانياً أنها تحظى برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يولي للحوار والثقافة والعلم اهتماماً كبيراً».