أكد معالي المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة – إيسيسكو- الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري على أهمية المؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة الذي ينعقد في المدينةالمنورة بعنوان "من أجل تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي لخدمة الحوار والسلام" وثقته بأنه سيكون إضافة متميزة للعمل الإسلامي المشترك ودعماً مهما للرسالة الحضارية التي تنهض بها الإيسيسكو في خدمة العالم الإسلامي. وأشار معاليه في تصريح صحفي إلى أن شعارالمؤتمر يعكس الاهتمامَ الكبيرَ الذي توليه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، للحقوق الثقافية في العالم الإسلامي, كما يعبّر موضوع المائدة المستديرة الوزارية التي ستعقد في إطار المؤتمر، وهو ( حول تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي لخدمة الحوار والسلام ( عن تفعيل دور الثقافة بمختلف عناصرها وفي جميع مجالاتها، في تعزيز الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات، وإقرار الأمن والسلم في العالم، ونشر قيم التسامح والتعايش بين الأمم والشعوب. وعدّ الدكتور عبدالعزيز التويجري المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة من المؤتمرات الإسلامية المتخصصة التي تعقدها الإيسيسكو وتشرف عليها باعتبارها تدخل ضمن اختصاصاتها, لافتاً إلى أنها قد عقدت بعد الدورة الأولى للمؤتمر المنعقدة في دكار بجمهورية السنغال ) يناير 1989( ،ست دورات ، الثانية في الرباط بالمملكة المغربية في )نوفمبر 1998 (، والثالثة في الدوحة بدولة قطر ) ديسمبر 2001) ، والرابعة في الجزائر بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية (ديسمبر2004)، والخامسة في طرابلس بليبيا ( نوفمبر 2007) ، والسادسة في باكو بجمهورية أذربيجان (أكتوبر 2009)، والسابعة في الجزائر بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية (ديسمبر2011). وأشار التويجري إلى أنَّ الفترة الفاصلة ما بين الدورتين السابعة والثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة، حفلت بالتحديات الكبرى التي واجهها العالم الإسلامي وعاشها العالم أجمع، والتي للثقافة فيها تأثير كبير ودور بارز في توجيه مسارات السياسة الدولية، وفي صوغ القرارات السياسية والاقتصادية, وتنامت ما تسمى ب (حرب الأفكار) على العديد من الأصعدة، وتزايدت أخطار السياسات التي تعمق الهوة بين الثقافات وتعرقل الحوار بينها وتجعل من الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي من أجل استتباب الأمن والسلم، ضعيفة المردودية، نظراً إلى الهيمنة التي تمارسها بعض القوى على السياسة الدولية، وخاصة في مجال حماية الخصوصيات الثقافية والحضارية والروحية للأمم والشعوب، التي هي حق من حقوق الإنسان، ومبدأ من مبادئ القانون الدولي المنصوص عليها في المواثيق والإعلانات والمعاهدات والاتفاقيات الدولية. كما ان تنامي الصراعات وتاجيج الخلافات الطائفية في العالم الإسلامي ساهم إلى حد كبير في عدم الاستقرار في المنطقة وشكل تهديدا لأمنها وسلامة دولها. وقال معالي الدكتور عبدالعزيز التويجري: لذلك ازدادت العناية التي تُوليها الإيسيسكو لتطوير البرامج والأنشطة والمشروعات الثقافية التي تضعها في إطار خطط العمل الثلاثية. فموازاةً مع مواصلة تنفيذ )الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي)، و(استراتيجية العمل الثقافي الإسلامي خارج العالم الإسلامي)، و(استراتيجية تطوير تقانات المعلومات والاتصال في العالم الإسلامي)، و(استراتيجية التكافل الثقافي في العالم الإسلامي) تهتم الإيسيسكو بالابتكار في التخطيط الثقافي من خلال تبنّيها للمفاهيم الجديدة، وانفتاحها على المستجدات في عالم الثقافة على الصعيد الدولي الذي يشهد الطفرة المعلوماتية والتطور المطرد في وسائط الاتصال ووسائل الإعلام، ممّا ينعكس على البرامج والأنشطة الثقافية بشكل عام. وأضاف: يؤكد جانباً من هذا الاهتمام بشكل واضح، المشاريع الثقافية التي ستناقش في الدورة الثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة ، وهي ( مشروع الخطة التنفيذية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات :المنجزات والآفاق المستقبلية )و(الخطوط العريضة لوثيقة الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي : الواقع وسبل التطوير ) و ( مشروع الإعلان الإسلامي حول الحقوق الثقافية ). وأفاد أن هذه المشاريع الثقافية الثلاثة المتميّزة تندرج في إطار الرؤية الشمولية التي تتبنَّاها الإيسيسكو لتطوير العمل الثقافي من حيث المفاهيم والمضامين، ومن حيث تحديث آليات التنفيذ للبرامج، مع الأخذ في الاعتبار التطورات المتسارعة التي يشهدها العمل الثقافي على صعيد المنظمات الدولية المتخصّصة، وفي المقدمة منها منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة - يونسكو - التي ترتبط معها الإيسيسكو باتفاقية للتعاون. وبين أن جدول أعمال المؤتمر، يتضمن التقاريرالوطنية للدول الأعضاء عن جهودها في إطار تنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي ، وتقارير المدير العام للإيسيسكو عن جهودها في مجال تنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي ، وفي مجال تنفيذ استراتيجية العمل الثقافي الإسلامي خارج العمل الإسلامي ، وفي مجال متابعة تنفيذ استراتيجة تطوير تقانات المعلومات والاتصال في العالم الإسلامي . كما سيتم خلال المؤتمر انتخاب أعضاء المجلس الاستشاري المكلف بتنفيذ الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي ، وانتخاب أعضاء لجنة التراث في العالم الإسلامي ، وتعيين مكان انعقاد الدورة التاسعة للمؤتمر وزمانها. واستطرد معالي رئيس المنظمة قائلاً: بانعقاد الدورة الثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة، تكون الإيسيسكو قد أعطت دفعة قوية للاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي التي وضعتها المنظمة، واعتمدها مؤتمر القمة الإسلامي السادس المنعقد في داكار عام1991 ، واعتمد المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة المنعقد في الجزائر عام 2004 صيغتها المعدلة. وتلك نقلة نوعية واسعة المدى في العمل الثقافي الإسلامي المشترك تعزّز إنجازات الإيسيسكو، يخطو بها العالم الإسلامي نحو الانتقال بدور الثقافة في خدمة التنمية الشاملة المستدامة، من أفق التنظير إلى مجال التنفيذ. ووصف التويجري الدورة الحالية للمؤتمر عن سابقاتها، بأنها تعقد أولاً في رحاب المدينةالمنورة التي لها مكانة كبرى في قلوب المسلمين فهي مثوى رسول الله عليه الصلاة والسلام ومكان مسجده الشريف ومنطلق الفتوحات التي نشرت الإسلام ومنها اشعت أنوار العلم والمعرفة في جميع أنحاء العالم ، وثانيا أنها تحظى برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله الذي يولي للحوار والثقافة والعلم اهتماما كبيرا. وتوجه معالي مدير الإيسيسكو بهذه المناسبة الكريمة إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني حفظهم الله بالشكر الجزيل والتقدير الكبير على احتضان المملكة العربية السعودية لهذا المؤتمر وتوفير أسباب النجاح له. كما قدم شكره لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان أمير منطقة المدينةالمنورة ،ولمعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة, ومعاونيهم على الجهود الكبيرة التي بذلوها والتعاون المثمر الذي لقيناه منهم في الإعداد لهذا المؤتمر وتوفير كل متطلباته.