أنجزت الشرطة القضائية وقسم المباحث العلمية أمس جمع الأدلة من موقع التفجير الانتحاري الذي استهدف مدينة الهرمل البقاعية أول من أمس. وتعمل بلدية المنطقة ومؤسسة «جهاد البناء» على مسح الأضرار في المؤسسات والمحال والبيوت المتضررة، فيما تم إحصاء عشرات السيارات التي دمر بعضها في شكل كامل. وغادر معظم الجرحى المستشفيات بعدما تلقوا العلاج، وبقي 3 جرحى في مستشفى البتول و6 جرحى في مستشفى العالي وتم نقل الحالات الحرجة للعلاج خارج المنطقة. وفي الشأن القضائي يركز التحقيق بإشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، في الانفجار على الأشلاء التي عثر عليها في المكان والتي ترجح التحقيقات أنها تعود للانتحاري الذي نفذ التفجير. وأوضحت مصادر التحقيق ل «الحياة» أنه «لم تتم حتى الآن معرفة هوية الانتحاري بانتظار نتائج فحوص الحمض النووي على الأشلاء وتقرير الطبيب الشرعي». وقالت: «إن هناك معطيات تشير إلى سقوط قتيلين وليس ثلاثة في الانفجار في وقت يجرى تحليل كاميرات المراقبة التي ضبطت في مكان الانفجار». من جهة أخرى وفي إطار التحقيقات التي تجريها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني مع الموقوف جمال دفتردار الذي ألقي القبض عليه أخيراً في بلدة كامد اللوز، لفتت مصادر قضائية إلى أن «دفتردار أفاد أثناء التحقيق معه بأنه لم يلتقِ أمير «كتائب عبدالله عزام» السعودي ماجد الماجد (الذي توفي في المستشفى العسكري بسبب مرضه) منذ مدة وأنه أصيب منذ نحو عام أثناء مشاركته في القتال في سورية ما أعاق حركته، وبالتالي عدم تمكنه من القيام بأي عمل أمني في لبنان أو سورية منذ تعرضه لإصابة في رجله». وأضافت المصادر: «أن دفتردار لم يدلِ بأية معلومات حول التفجيرين اللذين استهدفا السفارة الإيرانية في بيروت». وأكد أنه «لم يكن على علم بحصولها أو له أي علاقة بها». وفي صيدا، أفيد بأن «عائلة البقاعي في صيدا والجنوب نفت نفياً قاطعاً أي صلة لأحد أفرادها بما يروج إعلامياً (ذكرت وسائل إعلامية أن منفذ الهجوم فلسطيني لبناني من آل البقاعي يقيم في صيدا) عن ضلوع أحد أفراد العائلة بعملية التفجير الإرهابية الجبانة في الهرمل». ودانت العائلة بأشد العبارات «العملية الإرهابية الجبانة التي استهدفت حياة المدنيين في الهرمل»، مؤكدةً «عدم وجود أي فرد منها خارج المنطقة أو متوار أو مفقود، خصوصاً أن آل البقاعي في صيدا هم عائلة واحدة». إلى ذلك عبرت الولاياتالمتحدة الأميركية عن «إدانتها الشديدة للتفجير الإرهابي الذي وقع في مدينة الهرمل شرق لبنان». واستهلت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين بساكي مؤتمرها الصحافي بالقول: «إن الولاياتالمتحدة تدين بأشد العبارات التفجير الإرهابي في الهرمل». وأردفت: «نحن نتقدم بالتعازي لعائلات الضحايا، والشعب اللبناني يستحق العيش من دون العنف الذي يتعرض له في الشهر الأخير». وتابعت: «نحن نحضّ كل الأطراف على التحلي بالهدوء وضبط النفس والامتناع عن أي أعمال انتقامية وندعم جهود الحكومة اللبنانية لإجراء تحقيق معمق». وقالت: «إن الولاياتالمتحدة مستمرة في دعم مؤسسات لبنان الوطنية بما في ذلك القوات المسلحة اللبنانية وقوات الأمن الداخلي، فيما تعمل على ضمان استقرار لبنان وسيادته». ودان مجلس الأمن «العملية الإرهابية التي وقعت في الهرمل». وأعرب في بيان أمس عن تعازيه لذوي الضحايا. وأكد «أهمية معاقبة المسؤولين عن العملية». ودعا البيان اللبنانيين إلى «التمسك بالوحدة الوطنية في وجه محاولات تقويض استقرار البلاد»، كما دعا «الساسة إلى مواصلة سياسة عدم التدخل في الأزمة السورية». ودانت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان في بيان «التفجير الإرهابي»، معتبرة «أن هذا العمل الإرهابي يستهدف كل لبنان وشعبه الشقيق على اختلاف انتماءاته السياسية، ومذاهبه وطوائفه ومناطقه، لأن هذا الإرهاب الأعمى يصيب كل اللبنانيين ولا يفرق بين منطقة ومنطقة أو طائفة وأخرى، ولا هدف له سوى زرع بذور الفتنة وزعزعة صيغة العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد». وأكد البيان «أن هذا الإرهاب المتنقل لن ينال من عزيمة أشقائنا اللبنانيين بالعمل على تحصين سلمهم الأهلي بمزيد من الوحدة والتضامن والتماسك»، داعية «أشقاءنا اللبنانيين إلى تعزيز المناخات الإيجابية بالحوار، والتلاقي من أجل تشكيل حكومة وحدة ومصلحة وطنية جامعة، للتصدي لكل الأخطار والتحديات التي تواجه لبنان، لدرء الفتنة والوقوف في مواجهة المشاريع الصهيونية التي تستهدف لبنان وتستهدف تصفية القضية الفلسطينية من خلال الفوضى والحروب الأهلية في بلادنا العربية والإسلامية».