أحدث إضراب العاملين في «وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين» (أونروا) في الضفة الغربية المتواصل منذ 45 يوماً، أزمة حادة في الحياة التعليمية والصحية والنظافة العامة في 19 مخيماً تؤوي 730 ألف لاجئ. وتراكمت النفايات في الطرق، وأغلقت المدارس أبوابها أمام 52 ألف تلميذ، وامتنعت العيادات عن استقبال المرضى. وقال ممثلو اتحاد العاملين في «أونروا» إن الوكالة ترفض التحاور معهم في شأن مطالبهم النقابية. وأوضح عضو الاتحاد فريد المسيمي ل «الحياة» أن الاتحاد الذي يضم خمسة آلاف عامل وموظف، مصمم على مواصلة الإضراب عن العمل حتى تستجيب الوكالة لمطالبهم القاضية برفع رواتبهم لتتناسب مع جدول غلاء المعيشة. ودفعت الأزمة الناجمة عن الإضراب سكان المخيمات إلى القيام باحتجاجات واسعة، منها إغلاق الطرق الحيوية في الضفة ومهاجمة رجال الشرطة بالحجارة. وسارعت السلطة الفلسطينية إلى التحرك بعد إغلاق الطرق، وشرعت في اتصالات مع المسؤولين في الوكالة لإنهاء الإضراب ومعاناة سكان المخيمات. وقال عضو اللجنة الشعبية التي تدير مخيم الجلزون قرب رام الله محمود مبارك: «إن الإضراب تسبب بكوارث إنسانية في المخيمات»، موضحاً: «هناك 52 ألف تلميذ من دون مدارس منذ 45 يوماً، وهذه كارثة كبرى». وأضاف: «لا يوجد أي مبرر يجعل تلاميذ المدارس في المخيمات في الشوارع بدلاً من المدارس». وقال: «إن النفايات تتراكم في شوارع المخيمات وتتسبب بأزمة صحية حادة». وعقد ممثلو المخيمات اجتماعاً أول من أمس بحثوا فيه تفاقم الأوضاع في المخيمات نتيجة الإضراب. وأصدروا بياناً قالوا فيه: «إن الأوضاع في مخيمات اللاجئين وصلت إلى وضع لم يعد فيه السكوت ممكناً». وقال المجتمعون، وبينهم نواب في المجلس التشريعي ورؤساء اللجان الشعبية، إن توقف العملية التعليمية في المخيمات يهدد مستقبل 52 ألف طالبة وطالب بالتجهيل. وحمل ممثلو المخيمات بشدة على ما أسموه «عدم اكتراث وكالة الغوث الدولية»، وطالبوا السلطة بممارسة ضغط سياسي على الوكالة للاستجابة لمطالب العاملين وإنهاء الإضراب. وحمّل ممثلو اللاجئين «أونروا» المسؤولية الكاملة عن تردي الأوضاع في مخيمات اللاجئين نتيجة ما أسموه «سياسة التعنت» التي قالوا إنها تبديها إزاء قضايا العاملين واللاجئين «منذ انتهاجها سياسة التقليصات في الخدمات المقدمة للاجئين في إقليم الضفة، والتي تخفي وراءها أسباباً سياسية لإنهاء قضية اللاجئين». وكان اللاجئون نظموا أول من أمس ثلاث مسيرات احتجاجية في الشمال والوسط والجنوب احتجاجاً على موقف الوكالة، ودعا ممثلوهم إلى مسيرة مركزية في مدينة رام الله في العشرين من الشهر الجاري. كما هدد ممثلو المخيمات باتخاذ إجراءات تصعيدية في حال لم يتم حل هذه الأزمة التي قالوا في بيانهم إنها «حوّلت حياة اللاجئين إلى جحيم، والمخيمات إلى مكاره صحية، وشرّدت الطلاب عن مقاعد الدراسة».