توقعت مصادر ديبلوماسية غربية انطلاق المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية قبل نهاية الشهر المقبل. وقالت إن الرئيس الأميركي باراك أوباما عاقد العزم على إطلاق المفاوضات، «وعدم إضاعة مزيد من الوقت في مفاوضات عقيمة» مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو حول وقف الاستيطان. غير أنها أشارت إلى أن أوباما ما زال متمسكاً بموقفه المطالب بوقف الاستيطان في الأراضي المحتلة، بما في ذلك القدسالشرقية، لكنه يرى أن نتانياهو يتخذ من هذا المطلب وسيلة لتجنب انطلاق المفاوضات. ورأت أن الرئيس الأميركي سيحدد سقفاً زمنياً للمفاوضات لا يتجاوز عامين، يصار في نهايتهما إلى الاتفاق على إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وقالت إن أوباما يرى أن مفاوضات من هذا النوع ستخلق تفاعلاً داخلياً في إسرائيل، يؤدي إلى تطويق مواقف اليمين، وقبول الرأي العام الإسرائيلي إقامة دولة فلسطينية مستقلة حتى لو قاد ذلك إلى حدوث انتخابات مبكرة. وقالت هذه المصادر إن تحديد السقف الزمني للمفاوضات بعامين، وتحديد الهدف من هذه المفاوضات، وهو الاتفاق على دولة فلسطينية مستقلة بنهاية العامين، سيشكلان عاملاً مشجعاً للجانب الفلسطيني. واعتبرت أن الاتفاق في نهاية العامين على حدود الدولة الفلسطينية سيؤدي تلقائياً إلى حل مشكلة الاستيطان بإزالة المستوطنات التي تقع في حدود تلك الدولة، وبقاء المستوطنات التي تقع في خارج تلك الحدود، ضمن الأراضي التي سيتم الاتفاق على تبادلها بين الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية. ونقل مسؤولون فلسطينيون عن الرئيس الأميركي قوله للرئيس محمود عباس في اللقاء الثنائي الذي جمعهما في نيويورك أول من أمس قبيل القمة الثلاثية التي شارك فيها نتانياهو، إن واشنطن غير راضية عن النتائج التي توصلت إليها حتى الآن مع نتانياهو في شأن وقف الاستيطان، لكنها مهتمة بإطلاق المفاوضات، وستواصل في الوقت ذاته العمل على حمل إسرائيل على وقف الاستيطان. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه: «من الواضح أن الإدارة الأميركية تخشى إضاعة الوقت واستمرار الدوران في حلقة مفرغة بسبب الموقف الإسرائيلي». وأضاف أن أوباما أبلغ عباس بأنه «يريد أن تسير العملية السياسية قدماً، وان موقف الولاياتالمتحدة تجاه الاستيطان سيبقى على ما هو عليه، لكن من دون ان يعني ذلك تعطيل استئناف المفاوضات... عاد الرئيس أوباما في شكل مختصر للتأكيد أنه لا بد من انطلاق المفاوضات السياسية». لكن عبد ربه قال إن القمة الثلاثية لا تعني انطلاق المفاوضات، مؤكداً أن «الجانب الفلسطيني ما زال متمسكاً بوقف الاستيطان قبل انطلاق أي جولة من المفاوضات». وأضاف: «أوضحنا أن التسريع في العملية لا ينبغي أن يكون على حساب الجوهر... التراجع لن يؤدي إلى مفاوضات ناجحة، بل سيؤدي إلى كارثة سياسية وإلى فشل كامل في العملية السياسية». ونقل عن الرئيس عباس قوله للرئيس الأميركي: «كيف نجلس الى مائدة المفاوضات عندما نسمع أن اسرائيل تريد استثناء القدس واللاجئين من قضايا التفاوض؟ لا نريد أن نسير من فشل إلى فشل أكبر، غيرنا هو الذي يسعى إلى افشال العملية السياسية، كي يبقى الاحتلال على حاله، وكي يقطع أوصال الضفة الغربية، ويفرض نظام الكانتونات». وتعقد واشنطن الأسبوع المقبل لقاءات ثنائية مع وفدين فلسطيني وإسرائيلي لمناقشة سبل بدء المفاوضات قبل أن يعود ميتشل إلى المنطقة في جولة سادسة للتباحث مع القادة الإسرائيليين في شأن فرص وقف الاستيطان. وكان ميتشل أجرى خمس جولات في المنطقة لحمل إسرائيل على وقف الاستيطان، لكنه لم ينجح في مهمته. وقال مسؤول فلسطيني إن إدارة الرئيس أوباما أبلغت الجانب الفلسطيني بأنها حصلت على تعهد من رئيس الوزراء الاسرائيلي بتجميد جزئي للاستيطان في الضفة الغربية من دون القدس والكتل الاسيتطانية لمدة تسعة شهور. لكن أوباما أبلغ عباس بأن إدارته ستواصل العمل من أجل تجميد كلي للاستيطان في الاراضي المحتلة، بما فيها القدس.