قُتل 15 شخصاً وأُصيب 11 آخرين في هجوم شنّه مسلحون يمتطون الخيل والجمال على قرية حمادة، الواقعة على بُعد 85 كلم شمال شرقي مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، بينما شهدت محادثات الحكومة السودانية مع متمردي دارفور و»الحركة الشعبية - الشمال» الجارية في أديس أبابا جموداً، وتوعّد الجيش المتمردين ب «شتاء ساخن وحاسم». وقال حاكم ولاية جنوب دارفور اللواء آدم محمود جارالنبي خلال مؤتمر صحافي في نيالا، إن مجموعة مسلحة مكونة من 4 أشخاص على الجمال، كمنت لحافلة تقل 30 شخصاً أغلبهم من أئمة مساجد وحفظة القرآن الكريم في منطقة منواشي، كانوا في طريقهم إلى منطقة حمادة لتهنئة 700 أسرة من أهلهم الذين عادوا من مخيمات النازحين قبل أسبوعين، مشيراً إلى مقتل 15 شخصاً وجرح 11 آخرين. واتهم الحاكم «جهات متفلتة» بالسعي إلى منع عودة المواطنين الى قراهم، موضحاً أن ولايته نفذت برامج عودة أكثر من 900 أسرة الى منطقتين مختلفتين خلال أقل من شهر، لكن العائدين في القريتين تعرضوا لهجمات من مسلحين يعارضون رجوع الأهالي. وتظاهر الآلاف في منطقة منواشي احتجاجاً على «المجزرة الجماعية بحق المواطنين العزّل» مطالبين حكومة الولاية بتوفير الأمن للمواطنين قبل عودتهم من المخيمات كما رفضوا مشاركة البعثة الدولية الأفريقية المشتركة «يوناميد» في تشييع جثامين القتلى لتأخرها في نجدتهم. إلى ذلك، ارتفع عدد قتلى الاشتباكات بين عشيرتين في قبيلة المسيرية (أولاد عمران، والزيود) في منطقة كواك بولاية غرب كردفان إلى 156 قتيلاً و129 جريحاً. وأوضح القيادي في قبيلة المسيرية محمد ود أبوك أن الاشتباكات تجدّدت بين الطرفين ليل أول من أمس وأسفرت عن مقتل 52 وإصابة 46 من عشيرة الزيود، مقابل 104 قتلى و83 جريحاً من عشيرة أولاد عمران. وحمّل ود أبوك الحكومة الاتحادية مسؤولية الاقتتال والحرب بين أبناء القبيلة الواحدة، مطالباً حكومة ولاية غرب كردفان بتقديم استقالتها. وتوعّد الجيش السوداني المتمردين في ولاية جنوب كردفان ب «شتاء ساخن وحسم عاجل». وقال إن فصل الشتاء الذي بدأ منذ أيام سيكون حاسماً في العمليات العسكرية، مؤكداً التزامه السلام إذا قبِل المتمردون بوضع السلاح جانباً وتسوية النزاعات سلمياً. في غضون ذلك، بدأ وفدا الحكومة السودانية ومتمرّدي «الحركة الشعبية - الشمال» جولة جديدة من الحوار في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا لمعالجة القضايا العالقة في ما يتّصل بتسوية النزاع في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، ووصف مراقبون بدايتها بال «متعثرة». وقال رئيس الوفد الحكومي، مساعد الرئيس السوداني عمر البشير، إبراهيم غندور إنهم أتوا لاستكمال اتفاق الإطار وتشكيل لجان للترتيبات الأمنية والسياسية والإنسانية. وأضاف: «جلسنا أملاً بتوضيح كل ما يتعلق باستكمال اتفاق إطار لتسوية النزاع في جنوب كردفان والنيل الأزرق، لكن تفاجأنا بأن الطرف الآخر يريد نقاش قضايا أخرى من دون التطرق إلى قضايا المنطقتين». وأعلن غندور أن الوفد الحكومي تمسّك بعدم مناقشة أي قضايا غير تلك المتعلّقة بالنيل الأزرق وجنوب كردفان. أما في المحادثات المتعلّقة بدارفور، رفض وفد الخرطوم اعتماد ورقة طرحها متمرّدو الإقليم وأعلن موافقته على غالبية مقترَح الوساطة لأجندة المفاوضات، المتعثّرة منذ الأحد الماضي. وقال رئيس الوفد الحكومي أمين حسن عمر: «نحن لم نبدأ التفاوض، ولا زلنا ضمن إطار محاولة الاتفاق على أجندة التفاوض»، موضحاً أن الوساطة تقدّمت باقتراح من 5 نقاط، وافق الوفد الحكومي على 4 وتحفّظ على واحدة منها، لأن فيها شبهة فتح قضايا تمّت مناقشتها في وثيقة الدوحة لسلام دارفور. وشدّد عمر على أن وفده جاء لمناقشة وقف النار، وتهيئة المناخ لاستمرار التفاوض مع الحركات لاستيعابها سياسيّاً، بينما تريد الحركات المسلّحة أن تُصوِّر الأمر على أنه جولة جديدة ومنبر جديد ومسار جديد.