كشف المدير العام للجودة في وزارة التربية والتعليم الدكتور غانم الغانم ل«الحياة» عن فكرة إنشاء مركز لقياس وتصنيف جودة التعليم العام للدول العربية تحتضنه المملكة قريباً. وأوضح الغانم خلال انطلاق ورشة تشخيص جودة التعليم العام باستخدام نظام «جي كواف» في الرياض أمس، أن دور المركز يتمحور في دعم الجهود العربية لتحقيق الجودة في التعليم العام، لافتاً إلى أن دول العالم اتفقت على أهداف للتعليم تحت مسمى «أهداف الألفية». وأشار إلى أن الدول تبذل جهوداً لتحقيق «أهداف الألفية» بنهاية 2015، موضحاً أن اختيار المملكة لإقامة المركز فيها يعود لأسباب عدة، أبرزها وجود الإرادة السياسية في الدولة، والرغبة في تبني معيار الجودة والإتقان على مستوى العالم، ووجود بنية تحتية من مؤسسات الجودة في مختلف القطاعات الحكومية مثل الهيئة الوطنية للاعتماد والتقويم ومركز قياس والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة وغيرها. وبين أن السبب الثالث يتمثل في وجود القدرات المؤهلة من الكفاءات الوطنية التي أثبتت للعالم أنها تمتلك مهارات القيادة وكسب التنافس، إضافة إلى أن المملكة نجحت في استكمال برامج نشر ثقافة الجودة في نظام التعليم العام. وقال إن وظائف المركز تختص بنشر ثقافة الجودة والتميز على اعتبار أن المملكة بيت خبرة في هذا المجال ومساعدة الدول العربية في نشر الجودة والتميز، وإدارة التغيير واقتصاد المعرفة، وبناء القدرات الوطنية والعربية في وزارات التربية والتعليم العام، إضافة إلى إجراء البحوث والدراسات على معوقات الجودة وطرح الحلول المتخصصة، وإنشاء شبكة معلوماتية تربط بين الدول العربية لتحقيق الجودة. وطالب الغانم المسؤولين في كل قطاعات الدولة باستشعار الدور الذي تتبناه المملكة لتعزيز مكانتها الدولية، وألا تقف البيروقراطية عائقاً في سبيل تحقيق ذلك. من جهتها، أوضحت مديرة القطاع التعليمي في منظمة اليونيسكو الدكتورة ماروبي، أن المملكة ستقود تكتلاً من 15 دولة لقيادة دول المنظمة لتطبيق نموذج الجودة في التعليم «جي كواف»، إذ ستطرح المملكة وجهة نظر التكتل في اجتماع دولي للمنظمة في شنغهاي في آذار (مارس) المقبل. وأشارت إلى وجود شريحة من المتعلمين في العالم يتلقون نوعاً من التعليم ليس ذا جودة وفعالية عالية، إذ هناك فجوة بين مدخلات التعليم ومخرجاته نتيجة لضعف جودة عمليات التعلم، مبينة أن مقياس الجودة يبرز في الدول غير المتقدمة وغير النامية خصوصاً الفقيرة منها. وأكدت تركيز الورشة على عملية التنمية المستدامة في التعليم العام والتكامل مع مستوى الرؤية الوطنية في الدولة التي تعمل بهذا النظام لتحقيق التنمية وانعكاسها في بيئة التعلم. يذكر أن نظام «جي كواف» يعد من الأدوات المعيارية المحددة من منظمة اليونيسكو لتشخيص جودة التعليم العام للدول ال196 التي تنطوي تحت مظلتها، وذلك لتحديد المعوقات وقياس مدى كفاءة وجودة العملية التعليمية من أجل تطويرها ووضع الحلول لها، بحيث يسهم هذا النظام في رفع أداء ممارسات الجودة الشاملة.