أكدت نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنات، نورة الفايز، أن اختيار المملكة لقيادة الدول العربية في مجال الجودة والتميز في التعليم العام يعتبر اعترافاً دولياً بالتطور الحاصل في منظومة التعليم العام في المملكة، في ظل الدعم غير المحدود من القيادة الرشيدة، مشيرةً إلى أن ذلك يعتبر محفزاً لمضاعفة الجهود والالتزام بالجودة فكراً، وثقافةً، وسلوكاً، وممارسة. جاء ذلك أثناء افتتاحها ورشة العمل الوطنية لتشخيص جودة التعليم العام باستخدام نموذج اليونسكو العالمي (جي كواف) اليوم الأحد بفندق "الهوليدي إن" بالرياض.
وقالت الفايز: "تسعى وزارة التربية والتعليم جاهدة لتحقيق رؤية القيادة الرشيدة للجودة الشاملة على اعتبار أن الجودة خيار إستراتيجي وطني؛ لدعم مسيرة المملكة نحو التحول إلى مجتمع المعرفة، والاقتصاد القائم عليها".
وبينت أن الورشة "تأتي استكمالاً لجهود الوزارة في نشر ثقافة الجودة والتميز وبناء نظمها الداخلية، والبناء على المكتسبات التي تحققت في هذا المجال، ومنسجمة في أهدافها مع الخطة التنفيذية التي أعدتها الوزارة لتفعيل دور المركز الإقليمي للجودة والتميز في التعليم العام الذي تقرر إنشاؤه في المملكة تحت المظلة الفنية لمنظمة اليونسكو، ولتحقيق الشراكة مع المنظمات الدولية بما يسهم في تعظيم دور المملكة القيادي في هذا المجال، والحصول على خبرات تربوية أصيلة, وتوظيفها لتحسين جودة التعليم العام من خلال الاستفادة من معايير الجودة والتميز العالمية لجميع مكونات منظومة العمل التربوي".
وأشارت الفايز إلى أن الورشة تهدف إلى إكساب القيادات العليا والوسطى في الوزارة الكفايات المعرفية والمهارية اللازمة لاستخدام أدوات تشخيص الجودة والتميز وفقاً للمعايير الدولية في مجالات القيادة والحوكمة، وتصميم بيانات التعلم، والتعلم المستدام، وصناعة المنهج، وجودة تصميم التدريس، وجودة التقويم الذاتي والمؤسسي، ودمج التقنية في البيئة الصفية، والإسهام في بناء القدرات الوطنية في هذا المجال، وتحسين نوعية المخرجات التربوية وفقاً لمتطلبات خطط التنمية، واحتياجات سوق العمل، وتعزيز المكانة التنافسية للمملكة على سلم التصنيفات الدولية في التعليم العام.
وأضافت الفايز أنه سيتم تنفيذ الورشة باستخدام أساليب تدريبية مختلفة كالتطبيق العملي والعصف الذهني، والإحاطة المفاهيمية لموضوعات الورشة، سعياً لبناء رؤية مشتركة ذات أبعاد تطبيقية لجميع المشاركين.
من جانبها استعرضت ممثل اليونسكو الدكتورة "ماروبي"، نموذج "جي كواف"، موضحة الأدوات التحليلية المستخدمة فيه، والمنهجية المستخدمة في تنفيذ الورشة، وتركيزها على عمليات التنمية والتنمية المستدامة، وتحقيق التكامل على مستوى الرؤية الوطنية، وقياس انعكاسات التنمية في بيئة التعليم.
وأشارت إلى أن الجودة في النظام التعليمي ليس نموذجاً خطياً، بل تتفاعل فيه الأجزاء مع الأجزاء الأخرى لتحقيق الأهداف المطلوبة، بحيث تكون الجودة على جميع المستويات وشاملةً لجميع عناصر التأثير والتأثر للمستوى التعليمي.
وأضافت "ماروبي" أن فهم النظام التعليمي في المملكة يأتي من خلال التركيز على السياق، وتحليل المتغيرات، حتى ولو تشابهت الخطوط العريضة، مبينةً أن التعليم والعمل على تطويره يجب أن يرتبط بالتنمية الشاملة وجميع أوجه الحياة، وذلك من خلال سرعة التغير والتماشي مع التطور، وتوفر الآليات التي نستطيع من خلالها التماشي مع معطيات التنمية.