لندن، واشنطن، دمشق - «الحياة»، رويتزر، أ ف ب - يسعى مؤتمر وزراء خارجية «النواة الصلبة» التي تضم 11 دولة من «مجموعة أصدقاء سورية» في باريس اليوم، الى طمأنة «الائتلاف الوطني السوري» المعارض برئاسة أحمد الجربا ودعم وحدة المعارضة قبل مؤتمر «جنيف 2» المقرر في 22 الشهر الجاري، في وقت أكدت واشنطن أن إيران لن تشارك في المؤتمر الدولي. وكان وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أجرى في منزله في باريس مساء الجمعة، سلسلة من اللقاءات مع عدد من نظرائه العرب ونظيره التركي أحمد داود أوغلو والجربا. وقال مصدر ديبلوماسي عربي إنه تم البحث في موضوع محاولة توحيد صفوف المعارضة السورية و «الائتلاف» والاتصالات التي يقوم بها الوزراء العرب بجميع الأطراف المعارضة السورية لتقريب وجهات النظر وتسهيل أمور توحيد «الائتلاف». وقال المصدر إن دعوة وزير الخارجية السعودي إلى هذا الاجتماع في منزله في باريس دليل على تنسيق جيد بين الدول، وبينها قطر، التي أعربت عن اعترافها بالجربا رئيساً ل «الائتلاف» بعد إعادة انتخابه الأسبوع الماضي. وعن النتائج المتوقعة من مؤتمر «جنيف 2»، قال المصدر إن المؤتمر الدولي يجب أن يكون مبنياً على بيان جنيف الأول الصادر في 30 حزيران (يونيو) 2012، مضيفاً أن المؤتمر سيفشل إذا لم يكن مبنياً على «جنيف 1». وأكد المصدر أن «الولاياتالمتحدة أكدت باستمرار للوزراء أنها لن تقبل بجنيف 2 إن لم يكن مبنياً على أساس جنيف1، بحسب فهم الوزراء من أصدقاء سورية لجنيف1». وفي واشنطن، قال مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأميركية إن إيران لن تشارك في المؤتمر. وأوضح مسؤول رفض كشف اسمه، إنه طالما لم يحدث تغير كبير في موقف طهران فلن تشارك رسمياً أو على الهامش في المؤتمر. ووصلت مسؤولة المساعدات الإنسانية في الأممالمتحدة فاليري آموس إلى دمشق أمس في زيارة تستغرق يومين تلتقي خلالها بالمسؤولين الحكوميين وتزور مناطق محاصرة فيها. وقال رئيس أركان «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس ل «الحياة» أمس: «في اجتماعاتنا مع رئيس الائتلاف، كررنا باستمرار أن ليس لدينا مشكلة في أن يذهب وفد إلى جنيف ويناقش حلاً سلمياً، لكن ضمن إطار أن هذا المجرم بشار (الأسد) يترك (منصبه)، وأن تكون هناك حكومة ذات صلاحيات كاملة تشمل الجيش والأمن. وكل من له علاقة بعمليات القتل والإجرام وتخريب البلد يُقدّم إلى المحاكمة ضمن فترة زمنية محددة مع ضمانات دولية لتنفيذ ذلك». وتابع: «لكن هناك أموراً مهمة تنبغي معالجتها قبل جنيف. أرى الآن ناساً من مخيم اليرموك (جنوبدمشق) هياكل عظمية من الجوع، لذلك نطالب كمقدمة إلى جنيف أن يسمح النظام بمرور الإغاثة الطبية والغذائية للمناطق المحاصرة في داريا والمعضمية (جنوبدمشق) وحمص (وسط البلاد) ومخيم اليرموك وغيرها من المناطق، بحيث تكون أجواء إيجابية تسبق جنيف». وتحدث عن المعارك الدائرة في مناطق مختلفة من سورية بين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) وبين فصائل مختلفة بينها فصائل إسلامية، وقال إن «داعش» طُردت من حلب وريفها ومن أجزاء من ريف إدلب. ميدانياً، دارت اشتباكات عنيفة بين «الدولة الإسلامية» (داعش) ومقاتلي المعارضة في محيط مدينة سراقب في شمال غربي البلاد حيث فجر مقاتلو التنظيم سيارتين مفخختين. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس إن «الدولة الإسلامية سيطرت على محطة القطار وحاجز» للكتائب المقاتلة في الرقة، في شمال شرقي البلاد. وأوضحت «الهيئة العامة للثورة» أن أهالي المدينة أطلقوا نداءات للتوجه إلى المستشفى الوطني فيها للتعرف إلى 70 جثة سقطت إثر الاشتباكات في الأيام الماضية. وأفاد ناشطون أن قوات النظام تقدمت حوالى 10 كيلومترات بعد مدينة السخنة باتجاه الرقة مستفيدة من انشغال الفصائل بالاقتتال في ما بينها. وفي عمان، كشفت أجهزة الأمن الأردنية أمس معامل سرّية لتصنيع الذخيرة والرصاص شمال البلاد قرب الأراضي السورية. وقال العميد زهدي جانبك مدير جهاز الأمن الوقائي خلال مؤتمر صحافي: «ضبطنا مواقع عدة داخل محافظة إربد الشمالية (قرب درعا السورية)، تعود ملكيتها إلى مجموعة أشخاص يحملون الجنسية الأردنية، مهمتها تصنيع ذخائر وعتاد ورصاص. وضبطنا في بعضها قرابة 800 كيلوغرام من الرصاص، ومئة ألف حشوة لمقذوفات نارية وكبسولات تفجير».