دارت اشتباكات عنيفة بين «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) ومقاتلي المعارضة في محيط مدينة سراقب في شمال غربي البلاد، في وقت تحدث نشطاء عن تقدم لقوات نظام الرئيس بشار الأسد في مناطق في حلب شمالاً والرقة في شمال شرقي البلاد «مستغلة انشغال الكتائب المعارضة بالقتال في ما بينها». كما سُجّل قصف عنيف من القوات النظامية على مدينة داريا المحاصرة جنوبدمشق. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس: «دارت اشتباكات عنيفة في محيط مدينة سراقب (في محافظة ادلب) بين مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام ورتل من كتائب إسلامية مقاتلة وكتائب مقاتلة يحاول السيطرة على معاقل الدولة». وتعد هذه المدينة الخارجة عن سيطرة النظام السوري منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2012، والواقعة على الطريق بين حماة (وسط) وحلب (شمال)، آخر معاقل «الدولة الإسلامية» في ادلب. وقتل خمسة مقاتلين معارضين بتفجير جهاديين لسيارتهم في سراقب بعد منتصف الليل، بحسب «المرصد» الذي أشار إلى أن الخمسة قضوا ب «انفجار لغم أرضي بسيارتهم». وأوضح الناشط منهل بريش لوكالة «فرانس برس» عبر الإنترنت أن التفجير نتج من إلصاق جهاديين شحنة ناسفة أسفل شاحنة صغيرة «بيك أب» تابعة لحركة «أحرار الشام الإسلامية»، والتي تشكل رأس حربة في المعارك الدائرة لأكثر من أسبوع ضد عناصر «الدولة الإسلامية» المرتبطة بتنظيم «القاعدة». وقال «المرصد» أمس إن «الدولة الإسلامية سيطرت على محطة القطار وحاجز» للكتائب المقاتلة في الرقة، متحدثاً عن «وجود عشرات الجثث لمقاتلين من الدولة الإسلامية في المستشفى الوطني» في المدينة كما أنها قامت ب «إلقاء عشرات الجثث لمقاتلين من الكتائب الإسلامية ولواء إسلامي مقاتل مبايع لجبهة النصرة (الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سورية) في قرية الجزرة» غرب الرقة. وأوضحت «الهيئة العامة للثورة» أن أهالي في المدينة أطلقوا نداءات للتوجه إلى المستشفى الوطني فيها للتعرف إلى 70 جثة سقطت إثر الاشتباكات في الأيام الماضية. وأفاد ناشطون أن قوات النظام تقدمت حوالى 10 كيلومترات بعد مدينة السخنة باتجاه الرقة من خلال رتل مؤلف من تسع دبابات وسيارات ثُبت عليها رشاشات دوشكا، مستغلة انشغال الفصائل بالاقتتال في ما بينها. وأفاد «المرصد» السبت أن مقاتلي «الدولة الإسلامية» سيطروا على قرية قرب مدينة تل أبيض، مشيراً إلى أن مقاتلي المعارضة أرسلوا تعزيزات إلى هذه المدينة الحدودية مع تركيا. في غضون ذلك، تواصلت المعارك في مناطق عدة بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة. وتحدث نشطاء عن تقدم قوات النظام في النقارين في شمال حلب باتجاه المدينة الصناعية في الشيخ نجار وأنه إذا «تم هذا الأمر فسيسيطر النظام على طريق حلب للريف الشمالي الواصل إلى تركيا». وأضاف أحد النشطاء: «في حال تمت السيطرة على الشيخ نجار سيتم فصل حلب عن الريف الشمالي وفك الحصار عن السجن المركزي القريب من الشيخ نجار». من جهته، حيا «الائتلاف الوطني السوري» المعارض في بيان مقاتلي المعارضة في مدينة حمص الذين قضى 45 منهم الخميس أثناء محاولتهم فك الحصار عن أحياء في ثالث كبرى المدن السورية. وتتعرض المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في المدينة، لا سيما حمص القديمة، لحصار منذ قرابة 600 يوم. ويفيد الناشطون عن نقص دائم في الأغذية والمواد الطبية، علماً أن المنظمات الإغاثية لم تتمكن من دخول هذه المناطق. وأفاد يزن الحمصي أن «حالة الجوع واليأس من أي مساعدة خارج الأحياء المحاصرة (...) دعت إلى تحرك انتحاري لمجموعة من المقاتلين كمحاولة لتأمين قليل من المواد الغذائية وطريق لإخلاء العوائل والجرحى». وفي درعا، قال «المرصد» إن «سيارة مفخخة انفجرت قرب مؤسسة الإسمنت في مدينة داعل، ما أدى إلى مقتل مواطن ومعلومات عن خسائر بشرية أخرى. كما تعرضت مناطق في مدينة داعل لقصف من القوات النظامية. ونفذ الطيران الحربي غارتين على مناطق في مدينة إنخل». وقالت «الهيئة العامة للثورة السورية» إن «غارات الطائرات طاولت أيضاً مدينة الشيخ مسكين بالتزامن مع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام على الجبهة الشمالية لمدينة الشيخ مسكين، وقصف عنيف للنظام بالمدفعية الثقيلة استهدف حي طريق السد في مدينة درعا». وزادت «الهيئة العامة للثورة» إن «الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة أحياء مدينة كفرزيتا في ريف حماة (وسط)، ما تسبب بدمار العديد من منازل المدنيين من دون وقوع خسائر بشرية». وفي غرب البلاد، أفاد «المرصد» و «الهيئة العامة للثورة» أن الطيران الحربي شن غارة على قرية وادي شيخان في جبل الأكراد في اللاذقية. كذلك قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة، مناطق في بلدة سلمى في ريف اللاذقية.