احرز مقاتلو "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش) تقدماً في المعارك الجارية في الرقة، شمال سورية، فيما يواصل مقاتلو المعارضة هجومهم في ريفي حلب وادلب، وفق ما ذكر ناشطون. وقال الناشط علاء الدين، من حلب، ان "مقاتلين من الجيش الحر يحرزون تقدماً في محافظتي إدلب وحلب، لكن مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام ينتصرون في الرقة نظراً إلى كون طرق الإمداد لها (الى العراق) مفتوحة هناك". واضاف الناشط: "لم يعد هناك اي مقر للدولة الاسلامية عملياً في ادلب، كما هو الحال في مدينة حلب وغرب المحافظة" الواقعة على الحدود التركية. وافاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ب"سيطرة مقاتلي الدولة الاسلامية في العراق والشام على حي المشلب ومقر جبهة النصرة في مقام اويس القرني في الرقة" التي وقعت تحت السيطرة الدولة الاسلامية أخيراً، بعدما فقد نظام الرئيس بشار الأسد السيطرة على المدينة. وظهر تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام المنتمي الى القاعدة للمرة الأولى في الصراع السوري خلال الربيع الماضي. ورحب مقاتلو المعارضة في البداية بانضمام الجهاديين اليهم في صراعهم ضد النظام، الا ان انتهاكاتهم المروعة وسعيهم إلى الهيمنة ادى الى انقلاب حوالى "90 في المئة من الشعب" في المناطق المعارضة ضدهم، وفق علاء الدين. وشن مقاتلو المعارضة المسلحة، بمن فيهم "جبهة النصرة" المرتبطة بتنظيم "القاعدة" أيضاً، ولكن تعتبر أكثر اعتدالا، الحرب على مقاتلي "داعش" الجمعة الماضي. وقتل منذ ذلك الحين مئات من المقاتلين من كلا الجانبين، وفقا للمرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقراً له ويعتمد في تقاريره على شبكة واسعة من الناشطين والأطباء على الأرض. كما عانى من هذا الاقتتال كذلك الكثير من المدنيين. واشار علاء الدين الى ان "السكان في مدينة حلب، محاصرون في منازلهم، وغير قادرين على جلب الدواء أو الغذاء، خوفاً من تعرضهم لإطلاق نار من القناصة في حال خروجهم"، مضيفاً ان "الوضع اكثر سوءاً في الرقة". وبالتوازي مع احتدام المعارك في ريف حلب، تعرضت أحياء تقع تحت سيطرة المعارضة الى قصف جوي من قوات النظام، بحسب المرصد. وذكر المرصد ان "اشتباكات عنيفة دارت بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة بين القوات النظامية مدعمة بقوات الدفاع الوطني وضباط من "حزب الله" اللبناني من جهة، ومقاتلي "جبهة النصرة" وعدة كتائب اسلامية مقاتلة من جهة اخرى، في محيط منطقة نقارين وتلة الشيخ يوسف".