أوصت ندوة «التعاون الإعلامي الإماراتي – البحريني» التي عقدت في مقر مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي أخيراً، بتشكيل خلية أزمة خليجية من الإعلاميين الإماراتيينوالبحرينيين لمواجهة أي تهديدات قد تتعرض لها أي دولة من دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك في ضوء الظروف التي تمر بها البحرين. وتتولى هذه الخلية تنسيق العمل الإعلامي اليومي، وتقديم المعلومات والبيانات والمختصرات الصحافية، ومخاطبة وسائل الإعلام المحلية والعالمية. وأوصى المشاركون في الجلسة الختامية للندوة التي حضرها 30 إعلامياً وكاتباً وخبيراً من وسائل إعلام خليجية، «بتوفير فرص للعمل المشترك بما يتيح تبادل الخبرات وتقريب الرؤى ووجهات النظر. ويمكن عقد ورش عمل أو التعاون في برامج عمل محددة، والتعاون بشكل ثنائي في تحقيق الأهداف الواردة في استراتيجية العمل الإعلامي المشترك بين دول المجلس». كما طالبوا «بوضع آليات وتشريعات قانونية للتقاضي تسمح للمتضرر بمقاضاة الفضائيات عند مخالفتها شروط التراخيص والقيم وأخلاقيات المهنة، وإعادة النظر في التشريعات الخاصة لوسائل الإعلام التي تنشر الاتهامات لأي جهة من دون تقديم دليل للجهات المتخصصة أو تجاوز الأحكام التي تنص عليها القوانين المحلية، من دون أن يؤثر ذلك على الحريات العامة، ولا سيما حق التعبير، وحق العمل السياسي». كما أوصوا «بمراجعة التشريعات المتعلقة بتناول الشأن الديني إعلامياً، واستحداث مواد تمنع منعاً باتاً استغلال المنابر الدينية للتأجيج الطائفي أو بث التفرقة والكراهية بين أبناء المجتمع». ونادى المشاركون ب «ضرورة التصدي لأي قوى من شأنها تشكيل تهديد لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، من خلال استراتيجية خليجية موحدة قادرة على مواجهة هذه التحديات غير التقليدية، وتحديد مواقع المعركة المقبلة، وآليات التعامل معها، وتبادل المعلومات، والتحرك دولياً بمواقف موحدة تجاهها. هذا فضلاً عن ضرورة تأسيس مراكز بحوث ودراسات خليجية تُعنى بدرس الظواهر المجتمعية، ومهددات الأمن الثقافي وسبل مواجهتها، ورصد المتغيرات التي تطرأ على المجتمعات العربية، ووضع التصورات لمواجهة التحديات الخليجية المشتركة، إضافة إلى وضع استراتيجية شاملة لرصد نشاط هذه الشبكات، وتعقبها في الدول التي تنشط فيها، ومواجهتها بالمعلومات ومقارعة الحجة بالحجة». ودعا البيان الختامي للندوة إلى «إنشاء مركز أبحاث يكون مقره في إحدى الدول الأجنبية، بهدف توعية المجتمعات الغربية على أخطار الجماعات المتشددة على الأمن الوطني لهذه الدول، ومخاطبة الإعلام الغربي، والمشاركة في النشاطات الغربية التي تساهم في صناعة القرار وصياغة الرأي العام، وإنشاء علاقات الشراكة والتعاون مع المراكز الغربية المحايدة، وإنشاء تحالفات مع المؤسسات الإعلامية الرصينة لتكون حلقة وصل بين المنظمات المدنية الخليجية ونظيراتها الأوروبية والأميركية، وتقديم المعلومة العلمية الرصينة عن واقع المجتمعات الخليجية من خلالها». ولفت المنتدون إلى أهمية «تفعيل الديبلوماسية الشعبية من خلال تنظيم الوفود الشعبية للقيام بزيارات خارجية لدول ومنظمات حكومية وغير حكومية لعرض الواقع، وشرح التطورات على المستوى المحلي، وتدعيم شبكة تعاون إعلامي خليجي مع مراكز الأبحاث العربية، وتعزيز التعاون مع الإعلاميين العرب لتبادل المعلومات، والاستفادة من خبراتهم ومعلوماتهم في كل ما يتعلق بجماعات الإسلام السياسي وتنظيماته». وأوصى المشاركون بأن تتبنّى دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين فكرة إنشاء محطة فضائية ناطقة باللغة الإنكليزية يكون مقرها في الغرب، وتهتم بمصالح الدول الخليجية، إضافة إلى تفعيل بعض المؤسسات الإعلامية الخليجية الحالية للقيام بواجباتها وتهيئة الطلاب الجامعيين الذين يدرسون في الخارج للتعاون مع المنظمات الحقوقية.