تعيش السعودية فرحة مزدوجة، قبل أن يسدل الستار على احتفالاتها بعيد الفطر المبارك، إذ تحتفل اليوم بحلول ذكرى اليوم الوطني، فيما هي تستقبل العديد من الزعماء العرب والمسلمين والأجانب وممثلي الحكومات ليشهدوا قيام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بافتتاح جامعة العلوم والتقنية في ثول على بعد 80 كيلومتراً إلى الشمال من جدة (غرب). ويتركز على السعودية مزيد من الأضواء الدولية غدا، إذ تشارك على أرفع المستويات في اجتماعات قمة مجموعة ال 20 التي ستعقد في بتسبيرغ بولاية فيلادلفيا في الولاياتالمتحدة. ويصادف اليوم ذكرى مرور 79 عاماً على إعلان الملك عبد العزيز آل سعود توحيد الجزيرة العربية تحت مسمى «المملكة العربية السعودية»، بعد كفاح استمر نحو 32 عاماً. وأجمع مراقبون على أن ذكرى اليوم الوطني السعودي لم تعد مجرد استذكار لماض انطوى، بل أضحت مناسبة لتوظيف القدرات الهائلة التي تملكها السعودية في تخطي العقبات وجبه التحديات، حتى أضحت رقماً مهماً وكياناً مؤثراً في محيطه الإقليمي والدولي. وتنتظم الاحتفالات بذكرى اليوم الوطني في جميع مدن السعودية، بمشاركة رسمية وشعبية شاملة. وتحل ذكرى إعلان توحيد السعودية فيما أعلن وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي خالد بن محمد القصيبي أن اقتصاد بلاده اكتسب الكثير من عناصر القوة التي مكنته من مواجهة التقلبات الاقتصادية العالمية. وزاد أنه يقف اليوم باعتباره الاقتصاد الأكبر حجماً في العالم العربي، فيما يصنف دولياً ضمن أكبر 19 اقتصاداً من حيث الحجم والإمكانات. وأكد - في تحليل بثته وكالة الأنباء السعودية أمس - أن الناتج المحلي الإجمالي زاد من حيث القيمة بما يقارب خمسة أضعاف خلال الفترة من العام 1970 إلى 2008، وأشار إلى أن السعودية أضحت هذا العام تحتل المرتبة ال 13 بين 181 دولة لجهة التنافسية وممارسة أنشطة الأعمال بحسب تصنيف البنك الدولي للإنشاء والتعمير. وقال وزير العمل السعودي الدكتور غازي بن عبد الرحمن القصيبي أن المملكة نجحت في خفض معدل البطالة من 11.2 في المئة إلى 9.8 في المئة، فيما حدثت زيادة ملموسة في معدلات توظيف السعوديين. وأضاف أن التوحيد كان تتويجاً لمسيرة الجهاد، لكنه كان أيضاً انطلاقاً لمسيرة جهاد النمو والتطور وبناء الدولة الحديثة «حتى غدت السعودية في زمن قياسي في مصاف الدول المتقدمة في المجالات كافة». وتتزامن الاحتفالات مع قيام خادم الحرمين بافتتاح جامعة العلوم والتقنية التي تحمل اسمه في ثول على الساحل الغربي للبحر الأحمر، وسط حشد من الزعماء العرب والمسلمين والأجانب الذين وصل عدد منهم إلى جدة أمس، ومنهم الرؤساء البنغالي محمد ظل الرحمن، والسوداني عمر البشير، والنيجيري عمرو يارادوا، والرئيسة الفيليبينية غلوريا أرويو، وممثل الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ودوق يورك الأمير أندرو ممثلاً الملكة اليزابيث الثانية، ورؤساء أعرق جامعات العالم العربي والغربي، وعلماء ومفكرون. واعتبر رئيس جامعة ميونيخ للتقنية ولفغانغ هيرمان - في تصريحات الى وكالة الأنباء السعودية أمس - أن الجامعة الجديدة ستكون منارة علمية وتكريساً لجهود خادم الحرمين الشريفين لتطوير بلاده. وزاد أنها لن تكون منارة للسعودية فحسب، «بل لجميع دول الشرق الأوسط والعالم الإسلامي». وقال رئيس مجلس الشورى السعودي الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ أمس إن من أهم أغراض هذه الجامعة التأسيس لقيام اقتصاد معرفي يهدف الى تنويع مصادر الاقتصاد الوطني السعودي. وأضاف أن ذلك يؤكد المقولة التي تذهب إلى أن التنمية المستدامة تكمن في تعزيز المعرفة وتنويع الموارد. وأفادت وكالة الأنباء السعودية أمس بأن القوة الدافعة للجامعة الجديدة تتمثل في تسخير العلم والتكنولوجيا لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية خلال القرن ال 21. واعتبرت أن الجامعة تهدف لأن تكون «ميناء المعرفة في الشرق الأوسط». ويذكر أن الملك عبد الله بن عبد العزيز كان قد أوضح أن رؤيته للجامعة أن تكون «بيتاً جديداً للحكمة وبيئة مفتوحة للتقدم العلمي والتقني ومنارة معرفة للأجيال المقبلة.