نيروبي، نيويورك - أ ف ب، رويترز - وزّع متمردو «حركة الشباب المجاهدين» في الصومال شريط فيديو جديداً أعلنوا فيه ولاءهم لزعيم شبكة «القاعدة» أسامة بن لادن وقالوا «إنهم في خدمته». وتحت عنوان «لبيك يا أسامة» بث هذا الفيديو وهو على شكل وثائقي مدته 48 دقيقة منذ الأحد على مواقع إسلامية على الانترنت في مناسبة عيد الفطر. وذكرت «فرانس برس» أن مقاتلين من حركة «الشباب» تولوا توزيع أقراص مدمجة تتضمن الوثيقة في أحياء عدة من مقديشو. وأكد مسؤول من الشباب في العاصمة الصومالية رداً على اسئلة وكالة «فرانس برس» صحة شريط الفيديو، موضحاً أن هدفه هو «اقناع الشباب بالانضمام الى الجهاد». وفي الشريط «لبيك يا اسامة» لقطات لقتال في الشارع وتدريبات لمقاتلين اسلاميين وعروض لآليات عسكرية ومشاهد مختلفة من الأرشيف حول الصومال مترافقة مع أناشيد حربية. ويتضمن الشريط ترجمة بالعربية والانكليزية وجرى تصميمه باحتراف يذكّر بأشرطة «السحاب» الدعائية التي تنتج وثائق «القاعدة» حول العراق وأفغانستان. ويعلو صوت عرف عنه على انه صوت زعيم «الشباب» الأمير الشيخ مختار أبو زبير متوجهاً إلى بن لادن بالقول «ننتظر أن توجهنا على طريق الجهاد في وقت تنضوي فيه المعركة ضد المحتل ضمن النضال لإقامة دولة إسلامية» في الصومال. ويشكل هذا الشريط رداً على خطاب بن لادن الذي بث في 19 آذار (مارس) 2009 ودعا فيه الى الجهاد في الصومال وإطاحة الرئيس شيخ شريف شيخ أحمد، وتأكيداً للولاء لزعيم تنظيم «القاعدة». ويأتي بث الشريط بعد خمسة أيام على العملية الانتحارية الدامية التي استهدفت قوة السلام الافريقية في الصومال وبعد أسبوع على مقتل أحد قياديي «القاعدة» في عملية للقوات الخاصة الأميركية في جنوب الصومال. ولم يشر الشريط إلى أي من الحادثين. وكان تم توزيع نسخ عن شريط بن لادن في أحياء يسيطر عليها الاسلاميون في مقديشو في أيار (مايو). ويدل ذلك على تصاعد نفوذ حركة «الشباب» وعلى النفوذ المتزايد ل «القاعدة» على المتمردين الاسلاميين. وفي لقطات من الشريط يظهر مقاتلون يتدربون أو يسيرون في سيارات ترفع العلم الاسود ل «دولة العراق الاسلامية» فرع «القاعدة» في العراق. كما يظهر في الشريط الجهادي الإسلامي «أبو منصور الأميركي» يعطي تعليمات لمجموعة من المقاتلين وسط مبان مدمرة. وفي نيويورك (رويترز)، قال وزير الخارجية الكيني موسيز ويتانغولا يوم الإثنين إن الغارة الأميركية في الصومال التي قتل فيها عضو رفيع في تنظيم «القاعدة» الأسبوع الماضي تثير تساؤلات في شأن «سلوك المقاتل الوحيد» الذي تتبناه الولاياتالمتحدة. وكانت قوات خاصة أميركية قتلت صالح علي صالح النبهان الكيني المولد والبالغ من العمر 28 سنة والمطلوب في قضية تفجير فندق وهجوم صاروخي فاشل على طائرة ركاب اسرائيلية وهي تغادر مطار مومباسا في كينيا عام 2002. وسئل ويتانغولا عن الغارة الأميركية التي يقول محللون إنها قد تذكي المشاعر المعادية للغرب في منطقة تبعث على اهتمام وقلق متزايد، فعبّر عن مشاعر مختلطة وقال ل «رويترز» في نيويورك حيث يحضر اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة «الى الحد الذي قالت فيه الولاياتالمتحدة إن العملية حققت نجاحاً محدوداً ... إذا كان لعمليتهم أي قيمة مضافة فإننا سنرحب بها». وأضاف قوله: «ما لا أستريح له هو حقيقة ان الولاياتالمتحدة تريد أن تنفذ عمليات في جوارنا دون إعلام أو تعاون أو تنسيق». وقال ويتانغولا «سلوك المقاتل الوحيد لم ينجح في الغالب في أماكن كثيرة». وكان النبهان قُتل على يد قوات خاصة أميركية هاجمت سيارته في جنوب الصومال. ويقال إنه قام بتجهيز الشاحنة الملغومة التي قتلت 15 شخصاً في فندق مملوك لإسرائيليين على الساحل الكيني عام 2002 وكان متهماً بالتورط في هجوم صاروخي متزامن ولكن فاشل على طائرة ركاب اسرائيلية. وكان الرئيس باراك اوباما انتقد سلفه جورج بوش على تصرفه من جانب واحد بما يضر بالعلاقات مع بقية بلدان العالم. وقال ويتانغولا إن بلدان المنطقة تشارك بشكل نشط في مساندة حكومة الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد المدعومة من الأممالمتحدة والتي تواجه تمرداً متزايدا من حركة «الشباب» الاسلامية. وأضاف ان العنف المتصاعد في الصومال الذي يذكيه تدفق «مقاتلين مرتزقة» من الخارج هو اكبر تحد امني تواجهه المنطقة. وقال ان التفجيرين الانتحاريين اللذين قتلا 17 من قوات حفظ السلام في القاعدة العسكرية الرئيسية للاتحاد الافريقي في مقديشو أكدا ضرورة توسيع تفويض قوة السلام لتشمل بناء السلام والمحافظة عليه. وتساءل بقوله: «أين السلام؟ ... لا سلام».