انطلق أمس الاستفتاء على مشروع الدستور المصري في الخارج في أول استحقاق انتخابي في «خريطة المستقبل» التي أعلنت عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي. ومر أول أيام الاقتراع في هدوء، بعدما توافد العشرات منذ الساعات الأولى للصباح على مقرات السفارات والبعثات الديبلوماسية في الخارج للتصويت، وسط توقعات بضعف المشاركة بسبب إلغاء التصويت بالبريد. وفي حين طعن المرشح الرئاسي السابق عبدالمنعم أبو الفتوح على تعديل قانوني أصدره الرئيس الموقت قبل أيام يتيح للناخبين داخل مصر التصويت في غير مقر الإقامة في الاستفتاء الذي ينطلق الثلثاء المقبل، أعلنت «حركة شباب 6 ابريل» مقاطعتها الاستفتاء. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية بدر عبدالعاطي أن عملية الاقتراع «تسير في شكل طيب»، مشيراً إلى أن «غرفة العمليات التي تم تشكيلها لم تتلق أي إخطارات بحدوث مشاكل تعوق عملية التصويت». وعزا منع التصويت البريدي الذي كان معمولاً به في الاستحقاقات السابقة إلى «وجود شبهة تصويت جماعي يبطل عملية التصويت». ويحق لأكثر من 680 ألف مغترب المشاركة في الاستفتاء الذي سيقتصر إجراؤه للمرة الأولى على التصويت في السفارات والقنصليات، بعدما ألغت اللجنة القضائية المشرفة على الاقتراع التصويت بالبريد. ويتواجد 80 في المئة من المقترعين في 5 دول هي السعودية (نحو 312 ألفاً) والكويت (نحو 132 ألفاً) والإمارات (نحو 67 ألفاً) وقطر (نحو 42 ألفاً) وأميركا (نحو 31 ألفاً). وكان العشرات بدأوا في التوافد على مقرات السفارات والقنصليات منذ الساعات الأولى للصباح. وبدا أن المصريين في السعودية والكويت الأكثر حضوراً في اليوم الأول للاقتراع. وأكد سفير مصر لدى السعودية عفيفي عبدالوهاب أن السفارة المصرية في الرياض والقنصلية العامة في جدة «تعملان بكامل طاقتهما لاستقبال الناخبين». وتعهد «التعامل بحسم وشدة مع من يفكر في تعكير صفو سير عملية الاقتراع». ومر الاقتراع في السفارة المصرية في باريس في هدوء، بعد يومين من فض الشرطة الفرنسية اعتصام عشرات المصريين داخل مقر السفارة. وأكد السفير المصري في باريس محمد مصطفى كمال «أهمية المشاركة وإبداء الرأي في هذه المرحلة الفارقة»، مشيراً إلى أنه «تم تخصيص وحدة من الديبلوماسيين في السفارة للتعامل السريع مع أية أمور مرتبطة بالعملية الانتخابية». وأكد السفير المصري في الدوحة محمد مرسي أن عملية الاقتراع في قطر أمس «جرت حتى الآن في شكل مثالي ورائع، وبدأت في الموعد المحدد والأمور تسير بهدوء ولم نرصد أي مخالفات». ورأى أن «الإقبال ممتاز على الأدلاء بالأصوات، ونتوقع أعداداً كبيرة بعد انتهاء الدوام... معدل الحضور مرتفع كالمرات السابقة». وفي القاهرة، أعلنت «حركة شباب 6 إبريل» مقاطعتها الاستفتاء على الدستور الذي اعتبرته «مخيّباً للآمال». وعزت قرارها إلى «سماح الدستور الجديد بمحاكمة المدنيين أمام القضاء العسكري». وأوضح بيان تلاه عضو المكتب السياسي للحركة محمد ميزا في مؤتمر صحافي أمس أن «الحركة قامت باستطلاع آراء أعضائها، فانحازت غالبيتهم للمقاطعة بسبب فرض مادة المحاكمات العسكرية للمدنيين في الدستور وتجاهل كل الدعوات والمطالب بإلغائها». ولفت إلى أن «الحركة ستعلن المسار السياسي الثوري الذي ستسلكه». وفي سياق موازٍ، أقام رئيس حزب «مصر القوية» القيادي السابق في «الإخوان» عبدالمنعم أبو الفتوح دعوى قضائية أمام محكمة القضاء الإداري يطالب فيها بإلغاء قرار الرئيس عدلي منصور السماح بتصويت الوافدين في غير موطنهم الانتخابي في الاستفتاء، خوفاً من «التزوير». لكن اللجنة القضائية المشرفة على الاقتراع قللت من إمكان حصول تلاعب. وأصدرت أمس قراراً لتنظيم إدلاء الوافدين بأصواتهم يتم بموجبه تطبيق عقوبة الحبس بحق من يصوت أكثر من مرة. وحددت اللجنة عدداً من اللجان في المحافظات لاقتراع الوافدين، ترتبط ببعضها بعضاً الكترونياً لكشف أي حالات تكرار للتصويت.