سقط المنتخب السعودي على أرضه وبين جماهيره في نهائي «خليجي 22» على يد نظيره القطري بهدفين في مقابل هدف، وعلى رغم الحشد الجماهيري الذي اكتظت به جنبات إستاد الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض، فإن «الأخضر» ظهر في مستوى غير مقنع لعشاقه، مواصلاً مسلسل الإخفاقات في الأعوام الأخيرة. وتعالت الأصوات في الشارع الرياضي، مطالبة بإقالة المدرب الإسباني لوبيز، قبل التوجه لخوض غمار الاستحقاق الآسيوي بعد أقل من شهرين. بدأت المباراة مثيرة على غير عادة النهائيات، خالية من الحذر الزائد وجس النبض الذي دائماً ما يصاحب الدقائق الأولى، إذ سيطر الضيوف على متوسط الميدان وتناقلوا الكرة بسرعة كبيرة رغبة في إحراز هدف باكر يفاجئ أصحاب الضيافة وجماهيرهم الغفيرة التي ملأت مدرجات الملعب، لتمر الدقائق والأداء مثيراً في أرضية الملعب حتى أضاع المحور القطري كريم بوضيف فرصة خطرة في داخل منطقة الجزاء سددها إلى جوار القائم الأخضر (4). صحوة سعودية تجلت بوضوح بعد مرور الدقائق العشر الأولى، إذ تحرك نواف العابد وشكل جبهة هجومية من الجهة اليسرى، وحاول سالم الدوسري أن يقوم بالدور ذاته من الطرف الأيمن ولكن يقظة الظهير الأيسر عبدالكريم حسن كانت له بالمرصاد، لتحضر الفرحة السعودية مع ركلة ركنية نفذها العابد بالمقاس على رأس القائد سعود كريري الذي أرسلها في الشباك القطرية وسط غفلة الدفاع لتشتعل المدرجات الخضراء (15). رد الضيوف لم يتأخر أكثر من دقيقتين، إذ تمكن المدافع المهدي علي من إدراك التعادل بنسخة كربونية من الهدف السعودي وذلك عبر ركلة ركنية صوبها برأسه في مرمى وليد عبدالله محولاً الأفراح إلى المدرجات القطرية (17). حال من اللعب العنيف والأداء الرجولي المبالغ فيه اجتاحت أداء الفريقين، ما أسهم في كثرة النرفزة والاحتجاجات على الحكم العراقي مهند قاسم الذي منح أسامة هوساوي ووليد باخشوين من السعودية وعبدالعزيز حاتم من قطر بطاقات صفراء، ليهدد كريري الضيوف بقذيفة هائلة من مسافة بعيدة أبدع الحارس قاسم برهان في التصدي لها (32)، ثم أهدر سالم الدوسري أخطر فرص الشوط الأول من كرة ارتدت من الدفاع القطري ليواجه المرمى ويسددها أرضية ضعيفة إلى جوار القائم وسط دهشة الجميع (38)، ليرد حسن الهيدوس بإضاعة فرصة محققة من كرة هيأها له خوخي بوعلام برأسه خلف الدفاع الأخضر ولكنه طوح بها بعيداً عن الخشبات الثلاث (42)، بعدها لعب خوخي بوعلام عرضية خطرة أمام مرمى وليد عبدالله طالت على المهاجم مشعل عبدالله لتضيع آخر فرص الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل الإيجابي 1/1. وفي الشوط الثاني، ضغط الضيوف مع الدقائق الأولى وتسيدوا أرضية الميدان مستغلين تراجع المنتخب السعودي إلى مناطقه الخلفية ومحاولته إغلاق المنافذ الدفاعية لتأمين المرمى الأخضر، لينجح المهاجم القطري خوخي بوعلام في إحراز الهدف الثاني للعنابي مستغلاً خطأ نفذه الهيدوس من الجهة اليسرى وخلصها أسامة هوساوي بشكل خاطئ لتتهيأ أمام خوخي الذي سددها أرضية على الطائر سكنت شباك وليد عبدالله وسط أفراح قطرية في الملعب والمدرجات (57). التحركات السعودية لم تأخذ طابع الجدية المطلوبة، ولم تشكل الهجمات الخضراء أية خطورة حقيقية على مرمى العنابي، ليتواصل الإبداع القطري ويجهز مشعل عبدالله كرة في داخل منطقة الجزاء لعبها خوخي بوعلام خلفية انتهت بمحاذاة القائم الأخضر (63)، بعدها دفع الإسباني لوبيز كارو بورقة اللاعب يحيى الشهري بدلاً من باخشوين، ثم أشرك نايف هزازي على حساب الشمراني. فرصة سعودية أهدرها سالم الدوسري الذي جنّح من الجهة اليسرى ولعب كرة مخادعة ارتطمت بالقائم القطري وعادت لأرضية النزال (68)، ليرد المدافع إبراهيم ماجد بكرة سددها أمام المرمى السعودي على الطائر انتهت في المدرجات (75)، بعدها زج المدرب القطري جمال بلماضي باللاعب إسماعيل محمد بدلاً من مشعل عبدالله، فيما سحب لوبيز كارو الزوري وأشرك فهد المولد بدلاً منه (79)، وتلقى البديل إسماعيل محمد كرة انفرادية من الجهة اليمنى طوح بها فوق العارضة الخضراء (82)، ولم تشهد الدقائق الأخيرة أية فرص سعودية توحي بخطورة، ليحقق العنابي الانتصار الغالي، ويظفر بلقب كأس خليجي 22 وسط أرض المستضيف.