أعاد التاريخ نفسه مرتديا بنكهة تنافس الاشقاء وحضوره الكروي شعار المنتخبين السعودي والقطري اللذين سيعيدان سيناريو "خليجي 15" على استاد الملك فهد الدولي، عندما يلتقيان بعد غد(الأربعاء) في نهائي بطولة الخليج ال23 بعد انتصار "الاخضر" على الامارات بنتيجة 3-2 في مواجهة كان أبطالها الثلاثي المهاجم ناصر الشمراني ولاعبي الوسط نواف العابد وسالم الدوسري الذي قرر التأهل السعودي في الوقت الحرج بالهدف الثالث ومن خلفهم بقية النجوم الذين ظهرت ارادتهم لصنع الفرح بقيادة الاسباني لوبيز والاقتراب من إنجاز جديد على الرغم معادلة الامارات الكفة 2-2 حتى الدقيقة 87 ، فيما تأهل "العنابي" أولاً بعدما وضع حدا لمغامرة نظيره العماني الذي تقدم وسط اصرار كبير بنتيجة 1-صفر قبل أن ينتفض الأول ويسجل ثلاثة اهداف غزت مرمى علي الحبسي بطرق متنوعة. «الأبيض» انتفض وعادل النتيجة.. وسالم يقرر التأهل في الدقائق الحرجة السعودية - الامارات اتضحت الرغبة والروح السعودية في الحضور والسيطرة باكرا، وتمكن "الأخضر" من استلام زمام المبادرة والسيطرة باكرا وتنوعت هجماته من الاطراف تارة والعمق تارة أخرى، واتضح تراجع الفريق الاماراتي الذي حاول الاعتماد على عمر عبدالرحمن كثيرا قبل أن يخرج مصابا في الشوط الأول، وشكلت الانطلاقات السعودية خطورة بالغة على مرمى علي خصيف، ولم يستطع دفاع "الابيض" التماسك امام تمريرات الوسط السعودي التي اثمرت عن الهدف الأول عن طريق ناصر الشمراني الأمر الذي حفز "الأخضر" كثيرا ورفع من روحه المعنوية نحو المزيد قبل أن يصنع الشمراني نفسه الهدف الثاني بتمريرة للعابد الذي اضاف الهدف الثاني وسط فرح أخضر علت اعلامه في مدرحات استاد الملك فهد الدولي، ولكن الامارات تحركت في الشوط الثاني افضل وسيطر على المباراة، وتمكن من ادراك التعادل عن طريق أحمد خليل ولكن الفرح الاماراتي لم يدم طويلا. سيناريو لقاء «الأخضر والأبيض» بادر المنتخب الإماراتي بالهجوم بعد أن انطلق مهاجمه علي مبخوت بالكرة باتجاه مرمى منتخبنا ومررها لزميله عمر عبدالرحمن الذي عرضها بطريقة ذكية للمهاجم أحمد خليل لكن المدافع عمر هوساوي تدخل في الوقت المناسب وألغى خطورة الهجمة (9)، ورد «الأخضر» على الهجمة الإماراتية لكن بطريقة مغايرة عندما عرّض سعيد المولد كرة رائعة داخل منطقة الجزاء، وصلت للمهاجم ناصر الشمراني الذي سددها في الشباك كهدف سعودي أول (19)، ولم يمهل «الأخضر» السعودي الإماراتيين سوى دقيقتين حتى أضاف الهدف الثاني بعد كرة عرضية أخطأ المدافع الإماراتي في إبعادها ووصلت للشمراني الذي مررها لزميله نواف العابد الذي لم يتردد في تسديدها في الشباك هدفاً ثانياً (21). وتلقى مدرب المنتخب الإماراتي مهدي علي ضربة موجعة بعد أن اجبر على إخراج لاعب الوسط عمر عبدالرحمن بسبب الإصابة عقب احتكاكه مع وليد باخشوين وزج باسماعيل الحمادي بديلاً عنه (26)، هدأت المباراة وانحصر اللعب في وسط الملعب من دون هجمات خطرة على أي من المرميين. في الشوط الثاني نجح الأبيض الإماراتي في تقليص الفارق من كرة عرضية نفذها عامر عبدالرحمن بطريقة مميزة لأحمد خليل الذي لعبها برأسه في المرمى (53)، الإماراتيون ضغطوا على مرمى «الأخضر» بحثاً عن تسجيل هدف التعادل وكاد خليل أن يفعل ذلك عندما توغل داخل منطقة الجزاء وسدد كرة أرضية زاحفة خلصها الحارس وليد عبدالله (58)، وأهدر الشمراني فرصة محققة للتسجيل إذ لم يستغل تمريرة تيسير الجاسم التي وضعته في حالة انفراد بالحارس علي خصيف بيد أنه سددها بجوار القائم (62)، وتألق حارس منتخبنا وليد عبدالله عندما تصدى على دفعتين للكرة الخلفية التي لعبها أحمد خليل (69). وواصل المنتخب السعودي إهدار الهجمات المحققة بعد هجمة مرتدة مررها الشمراني لسالم الدوسري الذي واجه المرمى وسدد الكرة لكن خصيف تصدى لها (78)، بعدها بدقيقة تمكن منتخب الإمارات من تعديل النتيجة عن طريق مهاجمه الهداف أحمد خليل إذ تلقى كرة عرضية من اسماعيل مطر وتجاوز الدفاع السعودي وسدد الكرة في المرمى كهدف إماراتي ثانِ (79)، وتلقى إسماعيل مطر كرة خلف المدافعين السعوديين سددها على الطائر إلا أن وليد عبدالله تصدى للكرة (83)، ونقل سالم الدوسري الأفراح من المدرجات الإماراتية إلى السعودية بعد أن سجل الهدف الثالث من كرة تلقاها وتجاوز الدفاع وسددها قوية من خارج منطقة الجزاء اكتفى الحارس بمتابعتها وهي تعانق شباكه (87)، وفي الوقت بدل الضائع تكفل سلمان الفرج بتنفيذ خطأ من على مشارف منطقة الجزاء إذ سدده بطريقة رائعة لكن الحارس علي خصيف تألق في التصدي للكرة (90+4) يعلن الحكم نهاية أجمل مباريات «خليجي 22» حتى الآن. قطر- عمان بدأ اللقاء مفتوحا على كل الاحتمالات، إذ اتضحت السرعة والرغبة بالتسجيل من الجانبين، وجاءت المبادرة من الجانب القطري الذي اعتمد كثيراً على اسماعيل محمد الذي اخترق الجانب الأيسر للدفاعات العمانية في أكثر من مناسبة، ولعب كرتين عرضيتين عرضية لمشعل عبدالله الذي لم يستغل أياً منها (5و 9)، ليتحرر بعدها لاعبو عُمان، إذ اعتمد الفريق (الأحمر) كثيراً على الطلعات الهجومية لثنائي الجهة اليسرى علي البوسعيدي ومحمد السيابي، وتحصل السيابي على خطأ نفذه البوسعيدي ليبعدها مشعل عبدالله، قبل أن تجد رائد إبراهيم الذي سدد الكرة بقوة في أقصى الزاوية اليمنى للحارس العُماني علي الحبسي (23)، وكاد عبدالعزيز المقبالي أن يضيف هدف التعزيز، إذ تحصل على كرة واجه بها مرمى قاسم برهان ونجح في مراوغته قبل أن يلعب الكرة بطريقة غريبة خارج المرمى (32)، ليأتي الرد (العنابي) بقوة من خلال تسديدة عبدالعزيز حاتم التي وجدت يدي علي الحبسي، ليواصل بعدها لاعبو قطر محاصرة المرمى العماني حتى تحصلوا على ركلة جزاء، إذ استغل اسماعيل محمد الفراغات في الجانب العُماني الأيسر ولعب كرة عرضية لمشعل عبدالله قبل أن يتدخل الحبسي ويعرقل المهاجم القطري ليعلن البولندي ماسرين بوريسكي عن ركلة جزاء قطرية وإنذار للحبسي، وتقدم حسن الهيدوس لتنفيذ الركلة ولعبها بطريقة مثالية في وسط المرمى محرزاً هدف التعديل القطري (35)، فيما شهدت الدقائق المتبقية من الشوط الأول محافظة لاعبي قطر على تفوقهم الميداني حتى نهاية الشوط الأول. ومع مطلع الحصة الثانية، دفع مدرب قطر جمال بلماضي بورقة علي أسد عوضاً عن المصاب خوخي بوعلام، وحاول لاعبو عُمان الحصول على فرص من أجل التعديل، ليقابله الفريق القطري بتحفظ دفاعي واعتماد على الكرات المرتدة السريعة وتناقل الكرة بشكل سريع، ومن كرة مرتدة تبادل اسماعيل محمد ومشعل عبدالله الكرة ليواجه اسماعيل المرمى ويسدد الكرة على يمين علي الحبسي ليتصدى لها القائم، لتجد البديل علي أسد الذي عالجها في المرمى معلناً تقدم قطر (59). واستمر لاعبو عُمان بالبحث عن هويتهم الهجومية التي كانوا عليها في لقاء الكويت، فيما ظهرت شخصية الفريق القطري في منتصف الميدان، واستلم مشعل عبدالله كرة عبر الجانب الأيمن لدفاعات عمان ليواجه الحارس الحبسي ويسدد الكرة بالقائم لتجد القادم من الخلف علي أسد الذي نجح من جديد بالتسجيل بعد أن وضع الكرة فوق مدافعي عُمان وحارسهم علي الحبسي محرزاً الهدف القطري الثالث (67). ورمى الفرنسي بول لوغين بورقتي حسين حضري وعلي الزريقي عوضاً عن علي البوسعيدي ومحمد السيابي لتعزيز الجانب الهجومي لكن لاعبي قطر حافظوا على تقدمهم بفعل العطاء الكبير للاعبي الوسط وتماسك الدفاعات، وتحصل عبدالعزيز المقبالي على فرصة سانحة للتسجيل بعد أن خطف الكرة من قاسم برهان قبل أن يتدخل عبدالكريم فضل الله ويبطل مفعولها (84)، ومنح الحكم البولندي ماسرين بوريسكي ست دقائق كوقت بديل، لكن هذه الدقائق لم تحمل أي جديد، لتنجح قطر بالمحافظة على الفوز والوقوف كطرف أول في النهائي الخليجي المرتقب. الشمراني مهد طريق التأهل (تصوير: عليان العليان) الدوسري يعبر عن فرحته بهدف الحسم «العنابي» تأخر بهدف ثم انتفض وتجاوز عمان بنتيجة 3-1 (تصوير: عمار الملحم)