نصّبت جماعة الحوثيين محافظاً جديداً لمحافظة عمران، وسيطرت على منزل زعيم قبائل حاشد في صنعاء الشيخ صادق الأحمر واقتحمته، بعد اشتباكات عنيفة مع حراسه سقط خلالها 8 قتلى و15 جريحاً. في الوقت ذاته، تجددت الهجمات على المصالح الحيوية في اليمن، إذ فجّر مسلحون قبليون الأنبوب الرئيس لتصدير النفط في محافظة مأرب، ما أدى إلى توقف الإنتاج، بعد يوم على وصول وزير الدفاع لتفقّد وحدات الجيش في المحافظة. وأدى اليمين الدستورية وزيران عيّنهما الرئيس عبدربه منصور هادي للخدمة المدنية والشؤون الاجتماعية خلفاً لوزيرين كانا اعتذرا عن عدم قبول المنصب. وتزامنت هذه التطورات مع بيان لسفراء مجموعة الدول العشر الراعية للعملية الانتقالية في اليمن، انتقد التباطؤ في تنفيذ اتفاق «المبادرة الخليجية»، بعد مرور ثلاث سنوات على توقيعه. وجدد السفراء دعمهم الحكومة الجديدة برئاسة خالد محفوظ بحاح. أمنياً، قالت مصادر قبلية وأمنية ل «الحياة»، إن 8 قتلى و15 جريحاً سقطوا في اشتباكات عنيفة اندلعت بعد منتصف ليل الثلثاء - الأربعاء في حي الحصبة بصنعاء، حيث منزل صادق الأحمر، وذلك بين الحوثيين وحراس المربع السكني الذي يضم منزل الأحمر على بعد عشرات الأمتار فقط عن مبنى وزارة الداخلية. وأضافت المصادر أن «الحوثيين تمكنوا بعد ثلاث ساعات من الاشتباكات من السيطرة على منزل سام الأحمر وأحرقوه وأطبقوا الحصار على منزل صادق الأحمر، للمطالبة بتسليم قريبه الذي يتهمونه بمهاجمة نقطة تفتيش تابعة لهم قرب المنزل». وعلمت «الحياة» من مصادر قبلية وأخرى حوثية، أن «وسطاء قبليين أقنعوا صادق الأحمر بتسليم المتهمين بالاعتداء على نقطة التفتيش، ومنهم ابن عمه سام الأحمر، إلى أجهزة الأمن، فيما فرضت الجماعة قبضتها الأمنية على المربع السكني الذي يضم منازل آل الأحمر». وتزامنت تلك الاشتباكات مع هجوم في حي شميلة جنوب العاصمة اليمنية على نقطة أخرى للحوثيين الذين اعترفت جماعتهم بسقوط قتيلين من أنصارها في الهجوم وجرح ثلاثة. كما أكدت أنها نفذت حملة دهم في الأحياء المجاورة بحثاً عن مسلحين متورطين به. إلى ذلك أقدمت الجماعة أمس على تنصيب محافظ جديد لمحافظة عمران (شمال غربي صنعاء) خلفاً للمحافظ محمد صالح شملان الذي عيّنه هادي قبل نحو خمسة أشهر بالتزامن مع سقوط المحافظة في قبضة الجماعة وسيطرتها على اللواء المدرّع 310 وقتل قائده حميد القشيبي. وأكدت مصادر محلية ل «الحياة»، أن الجماعة دعت أمس إلى «اجتماع في مدينة عمران حضره أعضاء المجلس المحلي في المحافظة، وخلاله نُصِّب عضو المجلس عن مديرية المدان فيصل جمعان محافظاً جديداً خلفاً لشملان» الذي اتهمته الجماعة ب «رفض العودة إلى المحافظة لمزاولة مسؤولياته». وكان الرئيس هادي أصدر الأربعاء قراراً بتعيين وكيلٍ لجهاز الأمن السياسي (المخابرات) محسوب على الجماعة، هو العميد عبدالقادر الشامي، بالتزامن مع تعيين محمد أحمد الشامس وزيراً للخدمة المدنية والتأمينات. وعلى رغم الزيارات الميدانية لوزير الدفاع محمود الصبيحي الذي تفقّد قوات الجيش في محافظتي مأرب وشبوة، حيث تنتشر وحدات المنطقة العسكرية الثالثة، تجددت أمس الهجمات القبلية على الأنبوب الرئيس لتصدير نفط، في منطقة وادي حباب في مديرية صرواح التابعة لمحافظة مأرب، ما أدى إلى توقف الإنتاج. وتحدثت مصادر محلية عن استهداف سيارة قائد المنطقة العسكرية الثالثة أحمد سيف اليافعي بقذيفة عند مدخل مدينة مأرب، لكنه كان يرافق وزير الدفاع الذي وصل جواً الى محافظة شبوة لتفقّد وحدات للجيش. ودعا الوزير خلال زيارته مأرب قوات الجيش إلى رفع جاهزيتها القتالية والحفاظ على ممتلكات المؤسسة العسكرية، وعدم التفريط بشرفها العسكري أمام الميليشيات، وملاحقة منفذي الهجمات على أنابيب النفط وخطوط الطاقة.