ارتفع عدد قتلى المواجهات المسلحة التي اندلعت الجمعة وتواصلت أمس بين مسلحين من رجال القبائل موالين لحركة الحوثيين، ومسلحين قبليين تابعين لحزب التجمع اليمني للإصلاح (يتزعم أحزاب تكتل اللقاء المشترك) في مدينة ريدة التابعة لمحافظة عمران إلى 13 قتيلاً على الأقل، و20 جريحاً. إلى ذلك، اندلعت أمس مواجهات مسلحة أخرى في محافظة مأرب (شرق صنعاء)، بين قوات الأمن ومسلحين قبليين عند نقطة تفتيش، سقط فيها 4 قتلى و15 مصاباً، ومن بين القتلى ضابط ومساعده، في وقت أقرت اللجنة العسكرية إسناد الحماية في صنعاء إلى قوات، بدءاً من الأربعاء المقبل. وكانت المواجهات العنيفة التي اندلعت أول من أمس بين المسلحين الحوثيين، ومسلحين قبليين موالين لحزب الإصلاح (الإسلامي)، في مدينة ريدة شهدت السبت اشتباكات بمختلف الأسلحة في محيط المدينة، وفي شوارعها، ما فرض حصاراً على سكانها الذين التزموا منازلهم ولم يغادروها، وقالت مصادر محلية ل «الحياة» إن الحوثيين سيطروا على مقر الأمن في المدينة، وعلى المستشفى المحلي، وتمركزوا في عدد من المدارس، في حين أدت الاشتباكات إلى تدمير مدرسة، ومسجد، وعدد من المنازل، وأكدت المصادر ذاتها أن السلطات المحلية في محافظة عمران عاجزة عن التدخل لفض المواجهات التي نشبت على خلفية رفض الحوثيين تعيين الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي محافظاً جديداً لمحافظة عمران ينتمي إلى حزب الإصلاح (السني)، وإقالة المحافظ السابق (المنتخب) وهو زعيم قبلي ينتمي إلى حزب المؤتمر الشعبي العام ويتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الذي تنحى عن السلطة في (شباط) فبراير الماضي بموجب التسوية السياسية بين أطراف الأزمة التي اندلعت مطلع العام الماضي. وفي حين تثير المواجهات المسلحة في محافظة عمران مخاوف اليمنيين من اندلاع حروب طائفية (مذهبية) في شمال اليمن، قد تؤدي إلى انهيار التسوية السياسية، فإن الانفلات الأمني الذي يشهده اليمن يعزز تلك المخاوف، خصوصاً أن حكومة «التوافق» الوطني التي تشكلت بموجب المبادرة الخليجية من كل الأطراف المتصارعة، فشلت حتى الآن في بسط نفوذها على كامل الأراضي اليمنية. إلى ذلك، قتل 4 يمنيين بينهم ضابطا أمن، وأصيب 16 في مدينة مأرب (شرق صنعاء)، في اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحيين قبليين، على خلفية مقتل مسلح قبلي رفض تسليم سلاحه في نقطة أمنية وهاجم مسلحون النقطة الأمنية الواقعة على المدخل الجنوبي. وقال مصدر أمني في مأرب ل «الحياة» إن 4 قتلى سقطوا في الهجوم بينهم ضابط ومساعده، كما قتل مسلحان من رجال القبائل الذين هاجموا النقطة الأمنية، وأصيب 16 آخرون من رجال الأمن والقبائل، وأكدت المصادر وصول تعزيزات عسكرية تابعة لأحد ألوية الجيش المرابط في المنطقة، وتوقعت أن تستمر المواجهات إذا لم تتخذ السلطات المحلية إجراءات للتهدئة، واحتواء الموقف في المحافظة الصحراوية ذات التركيبة القبلية التي تساهم بنصف إنتاج اليمن من النفط. وعلى صعيد آخر أقرت اللجنة اليمنية العسكرية العليا أمس، إسناد الحماية في العاصمة إلى قوات الأمن، وجاء القرار عشية الاحتفال بالذكرى ال 50 للثورة.