منذ أن طرح اسم سامي الجابر مدرباً للهلال وهو شغل الإعلام الشاغل، وكانت علامتي الاستفهام كيف ولم الأكثر استخداماً في إسقاط قصد به الأكثرية عدم الجدارة، في حين كان استخدام القلة له يؤكد أن الوقت لم يحن بعد لتولي المهمة.. وبعد أن تسلم القيادة قامت الدنيا ولم تقعد حتى الآن بين مادح وقادح ومنتظر السقوط ليشمت ويسخر.. لم يبقوا في شكله شيئاً لم يتحدثوا عنه، وبعد أن استهجن الجمهور طرحهم الساذج لم يخجلوا وأعادوا الكرة إليه، ولكن بنغمة أسموها خططه داخل الملعب، متجاهلين مدربي أندية الدوري جميعاً الذين يفوقونه عمراً وخبرة وسمعة دولية خلطوا الحابل بالنابل، وفرغوا أنديتهم من نجومها، وأثناء المباريات لا تجد لهم بصمة توحي بجدارة تدريبية، بل «دلاخة سعودية خلفها مهارة تسويقية وشرط جزائي يقصم الظهر»، هي من قادت إلى التعاقد معه والصبر أحياناً على تهوره وتحمل سقطاته، وهذا يظهر جلياً في ما يحدث للأهلي مع بيريرا، ولكنه وغيره يبقون بعيداً عن مجهر النقد في الإعلام الرياضي السعودي الذي يستقصد سامي الجابر وحده فقط، لأنه هلالي ويقود الزعيم. الهلال مع سامي يسير بشموخه المعتاد ويحقق النتائج الكبيرة الباهرة ذاتها، ويبقى كما كان رقماً ثابتاً في المنافسة على كل المسابقات، فعندما توارى الجميع هذا الموسم (الشباب والفتح والأهلي والاتحاد) صعد لمنافسته النصر، ولكن أحداً لم يشر إلى دور المدرب أبداً في ذلك. حسناً لا يهم ما يقوله السعوديون فقد حاربوه لاعباً ولن ينصفوه مدرباً، لأنه كلما فاز قالوا أنقذه لاعب، وإن كانت النتيجة كبيرة ليس على لسانهم إلا نيفيز، ومن هذه عقلياتهم فلا جدوى من حوارهم، لكن الحوار الذي لم يجر على ألسنتهم ولن يشار إليه في برامجهم، هو تصنيف المدربين الأسبوعي الذي يضم أفضل 100 مدرب حول العالم، الذي يسرع فيه سامي الجابر الخطى صعوداً للأعلى، فيتقدم 19 مركزاً ويحتل المركز 128 عالمياً، الثاني عربياً و14 آسيوياً، وهو إنجاز مستمر ولكن يتجاهله الإعلام في شكل مستفز متعمد، ولو كان لغيره لطاروا به فرحاً وأشبعوه مدحاً وفخراً، وكلنا نتذكر تجربة علي كميخ الخارجية، وكيف سخرت لها القنوات برامجها واعتبرتها مجداً للوطن، ولكن عندما فشلت توارى الكل وتم تصريف الفشل إعلامياً على أنه استقالة، ومثلها تجربة خالد القروني داخلياً التي لمعت كثيراً، وكانت نتاج ذلك ما يحدث في قطر الآن من هزائم مخجلة. لسنا ضد أن يكون السعودي مدرباً، لكن ماذا فعل السعودي ليطور نفسه ويواكب مستجدات التدريب؟ ولم عندما اختلف عنهم سامي في هذا الجانب وزاد خبراته وتفوق على غيره تجاهلوه، السبب أنه إعلام أندية ومدرجات وليس وطن، وهذه الحقيقة تفضحها تجربة الإماراتي علي حميد في التدريب. [email protected] Qmonira@