عندما يفوز الهلال بنتيجة كبيرة على أنديتهم يتوارون خجلاً ويطأطئون رؤوسهم حياء مما وصمه التاريخ على جباههم، فلا تقرأ إلا حديثاً عن ميول حكم أو سوء مدرب أو تخاذل لاعبين! .. لكن عندما يهزم غيرهم بالنتيجة ذاتها تخرج عناوين مختلفة للحدث أهمها على الإطلاق العبارة الأشهر «فيلم هندي» التي تحمل بين ثناياها سخرية مقيتة واتهاماً مبطناً للفريق المهزوم بأنه تساهل ولم يبد أي مجهود ورضي على نفسه ب«التكفيخ» لمساعدة البطل المغوار على تحقيق نصر له أو مزية ولقب لأحد لاعبيه. هذه العبارة البليدة قيلت ذات يوم بعد أن فاز الهلال على الرائد (8- صفر) وكانت هذه النتيجة سبباً في وأد أحلام أندية وحرمان لاعبين من ألقاب عدة كانوا يستعدون للاحتفال بها، ولكنها أصبحت مثالاً يخص الهلال وحده رغم أن سجلات الدوري شهدت لأنديتهم ولغيرها بنتائج «هندية» من الهلال وغيره.. بالأمس أعيدت النغمة ذاتها بعد فوز الهلال على الشعلة في كأس الأمير فيصل بن فهد (10- صفر) على رغم أنها نتيجة طبيعية لفارق الإمكانات، وقد تتكرر من الهلال أو من غيره سواء أكان للشعلة أم لغيره، وليس عيباً أن يخسر فريق من آخر أكبر منه في الإمكانات، لكن المعيب أن يخسر فريق من آخر مقارب له في المستوى بنتيجة كبيرة، وهذا حدث كثيراً للنصر والاتحاد والأهلي ومن الهلال تحديداً، ولكن لأن الفائز كان الهلال تم تمرير العبارة من جديد وأعيدت إلى واجهة العناوين التي تبحث عن الإثارة الفجة، وليت من يردد الكلمات كالببغاء من دون أن يعي معانيها يتأمل قليلاً حال واقعنا الرياضي بكل تفاصيله ليرى الفيلم الهندي على حقيقته يعرض على مسرحنا الرياضي منذ أعوام، وأولها الشخصيات؛ فالبيئة الرياضية بما فيها من «لجان رياضية وإعلام مقروء وتراشقات فضائية، وأخيراً تغريدات محتقنين» تجعلنا نعود بالذاكرة إلى الوراء إلى الأفلام الهندية التي كانت تحبس أنفاس المشاهدين وتشد انتباههم بما تحويه من كم هائل من الأحداث المتلاحقة المتشابكة، وكلها تعمل على خداع المشاهد وتغييب عقله عندما تصور له أن جميع التصرفات بطولية وإن كانت خاطئة أو خارقة للعادة وأعراف البشر! فقد تسيل الدماء ويلفظ البطل أنفاسه ثم يظهر في آخر الفيلم منتصراً. وهكذا هم الغالبية في بيئتنا الرياضية، فبقدرة قادر وبجرة قلم أو دقيقة حوار تتغير الحقائق ويصور الحق باطلاً والباطل حقاً وفقاً للألوان ذات المصدر المؤثر، ذلك أن الضوء الأزرق عند معظمهم يتلف البصر والبصيرة، ويصيب الضمير في مقتل! فاصلة: الهنود شعب منتج له في مدارج العلم والذرة الكثير من الإنجازات الجبارة، فماذا عمن يسخر منهم ... من يكون؟ [email protected] ََQmonira@