على وقع تقدم جيش جنوب السودان في اتجاه مدينة بور الاستراتيجية التي يسيطر عليها المتمردون، بدأت الأطراف الجنوبية المتنازعة مفاوضات في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا أمس، لإنهاء قرابة ثلاثة أسابيع من النزاع الذي خلف آلاف القتلى ودفع بأحدث دولة في العالم إلى شفير الحرب الأهلية. وتزامناً مع دعوة السفارة الأميركية رعاياها إلى مغادرة البلاد، أكد جيش جنوب السودان أنه سيكون قادراً على استعادة بور في الساعات ال24 المقبلة من أيدي المتمردين. وقال الناطق باسم الجيش فيليب أغوير للصحافيين إن «قواتنا كافية لهزم المتمردين في الساعات ال24 المقبلة». وأضاف أن «المتمردين يندحرون» من المدينة التي استعادوا السيطرة عليها الثلثاء الماضي. وجرت معارك عنيفة بالدبابات والمدفعية في محيط بور التي تبعد نحو مئتي كلم عن جوبا. ومع استمرار تدهور الوضع الميداني، وعلى رغم بدء المفاوضات بين وفدي الحكومة والمتمردين في فندق فخم في أديس أبابا مع مبعوثين خاصين من دول إقليمية، دعت الأممالمتحدة المتقاتلين إلى الامتناع عن استهداف المدنيين. وأكدت وزارة الخارجية الإثيوبية أن المفاوضات بدأت بين موفدي الرئيس سلفاكير ونائبه السابق رياك مشار، موضحةً أن مجموعة دول شرق أفريقيا للتنمية (إيغاد) «ملتزمة بتقديم الدعم بكل الوسائل الممكنة» لإنجاح الحوار. وخلال ثلاثة أسابيع من أعمال العنف اضطر حوالى 200 ألف شخص إلى النزوح من منازلهم. ولجأ 57 ألفاً إلى مقار قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. ونظمت الولاياتالمتحدة عملية إجلاء فورية لرعاياها في جوبا أمس، ودعت السفارة الأميركية في بيان «كل المواطنين الأميركيين إلى المغادرة»، مشيرة إلى إجلائهم جواً «نحو الدول المجاورة الآمنة»، فيما أعلنت إغلاق الخدمات القنصلية في السفارة اعتباراً من اليوم السبت. وأشار البيان إلى أن وزارة الخارجية الأميركية «قررت خفضاً جديداً لعديد موظفي السفارة في جوبا بسبب تدهور الوضع الأمني». في الوقت ذاته، شددت مبعوثة الأممالمتحدة الخاصة هيلدي جونسون على ضرورة «المصالحة»، مشيرة إلى أن النزاع شهد مواجهات عرقية بين قبيلتي الدينكا التي ينتمي اليها سلفاكير والنوير التي يتحدر منها مشار. ولفتت إلى «قتل المدنيين وأسر جنود والعثور على عدد كبير من الجثث» في مناطق جوبا وبور ومالاكال.