انعكس تردي الأوضاع الأمنية والحياتية في ليبيا على المصريين العاملين فيها، ويحاول الآلاف منهم الهرب من جحيم المعارك المتجددة بين الجماعات المسلحة التي فرضت سيطرتها على عدد من المناطق الليبية. يُضاف إلى ذلك تعرض الحدود بين البلدين للمخاطر بسبب هجمات المسلحين التي أضحت مصدر قلق على السيادة المصرية. «مدرسة الحياة» سألت عدداً من المصريين عن مدى انعكاس التطورات الليبية على الواقع المصري، وكان إجماع على رفض التدخل العسكري المصري في البلد الجار. وهنا الأجوبة... *محمد مختار، صاحب شركة تعمل في مجال السياحة: حين تحدث مشكلات أمنية في ليبيا، فإنها توثر سلباً على مصر بصفتها إحدى حول الجوار. هذه الأوضاع تهدد كل الدول في المنطقة، فالسياح لا يعلمون أين توجد المدن التى تشهد معارك في ليبيا، ومنهم من يعتقد أن طرابلس هي مدينة مصرية. أي أحداث تحدث في الشرق الأوسط تؤثر على مصر، بما فيها ما يجري في غزة. ومن المستحيل أن تقدم مصر على عملية عسكرية في ليبيا، حتى لو كانت في إطار مساعدة الجيش الليبي ضد الجماعات الإرهابية، أو حتى لحماية حدودنا التي تتأثر بنشاط الجماعات الإرهابية، وأيضاً سلامة أبنائنا في ليبيا. لكن من الممكن أن تكون هناك مساعدات عسكرية للجانب الليبي. *وائل محمد، مرشد سياحي: الأوضاع الأمنية في ليبيا تؤثر بشكل كبير على أمن مصر. وإذا لم يأخذ الجيش حذره ستعبر الجماعات المسلحة الحدود، والوضع هناك مقلق حتى على إخواننا في ليبيا. لكن الجيش المصري قادر على إحكام قبضته على الحدود، على رغم انتشار الجماعات المسلحة والعناصر الإرهابية. وقرار التدخل العسكري المصري في ليبيا صعب بسبب ظروفنا واقتصادنا، والضربة ستتكلف الكثير. *كامل محمد، صاحب محل لبيع قطع غيار السيارات في القاهرة: الأوضاع في ليبيا غير طبيعية، وكل الدول بدأت بإجلاء رعاياها من هناك. العائدون من ليبيا وصفوا الأوضاع الآن بأنها أخطر من الأوضاع بعد ثورة 17 فبراير، والكل يعرف أن الأوضاع في ليبيا تؤثر على مصر، بسبب الحدود الكبيرة بينهما، ونحن معرضون للإختراق من أي جماعات مسلحة. والتدخل العسكري يعود لتقييم الموقف من قبل العسكرييين والمحللين الاستراتيجين، والتصرف يكون بناء على الموقف، فحتى أميركا نفسها بكل قوتها لا تستطيع تحريك جندي من جنودها إلا بعد مصادقة الكونغرس. *جمال محمد، بائع جوّال في وسط البلد: ما يحصل في ليبيا شرارة أصابت كل الدول العربية وطبيعي أن تؤثر على الأوضاع في مصر والدول الأخرى المرتبطة معها بمصالح. ولا أؤيد التدخل العسكري المصري، لأن الجماعات المسلحة داخل حدود ليبيا، وإذا كنا غير قادرين على حل مشكلة بلادنا، فهل يمكننا حل مشكلات غيرنا؟.