عشية القمة الثلاثية التي ستجمع الرئيس باراك اوباما مع الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في نيويورك، علمت «الحياة» ان أوباما سيتوسط شخصياً خلال القمة من اجل تهيئة الاجواء لاستئناف المفاوضات، وانه كان مقررا ان يلتقي مساء امس الرئيس عباس الذي اكد مجددا ان «لا مفاوضات من دون وقف الاستيطان». وجاء اصرار عباس في وقت انخفضت توقعات جميع الاطراف المعنية من القمة الثلاثية، اذ اعلن البيت الابيض انه يتطلع الى «مواصلة البناء على التقدم» لكنه لا يعلق «آمالا كبيرة على لقاء واحد»، كما أعلن الجانب الفلسطيني ان القمة ستكون شكلية ولن تؤدي الى استئناف المفاوضات. من جانبه، اكد احد مستشاري نتانياهو ان الاخير لن يتنازل في موضوع الاستيطان خلال القمة التي «لن تمثل بداية مفاوضات». رغم ذلك، أكدت واشنطن أمس أن القمة «مؤشر الى أن الرئيس الأميركي يريد التدخل شخصياً في هذا المنعطف» بهدف ايجاد «اطار ايجابي لاستئناف المفاوضات». وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية ل «الحياة» أن الاجتماعين الثنائيين المقررين بين أوباما وكل من عباس ونتانياهو والقمة الثلاثية تأتي «لاستكمال جهود الرئيس ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون والمبعوث جورج ميتشل، ووضع الأسس لاستئناف المفاوضات وخلق المناخ الايجابي حتى تنجح هذه المفاوضات». وأضاف أن الاجتماعات هي «مؤشر آخر الى التزام الرئيس العميق بالسلام الشامل، وبأنه يريد شخصياً التدخل في هذا المنعطف فيما نستكمل الجهود في تشجيع جميع الاطراف لتحمل مسؤوليات السلام وايجاد مناخ ايجابي لاستئناف المفاوضات». وعلقت مصادر أميركية مطلعة الكثير من الأهمية على الاجتماعين الثنائيين بين أوباما وكل من عباس ونتانياهو، اذ سيحاول الرئيس الأميركي ممارسة ضغوط على الطرفين لحصد تنازلات لم ينجح في تحقيقها ميتشل في جولته الأخيرة. من جانبه، كرر عباس ل «الحياة» في نيويورك ان «لا استئناف للمضاوفات طالما لا وقف للاستيطان». وقالت مصادر فلسطينية ان من المتوقع ان يدلي اوباما ببيان كان العمل جار عليه امس يعكس تصوره للتسوية، وليس بيانا يصدر في اعقاب القمة باسم الزعماء الثلاثة. واضافت ان ميتشل طلب لقاء عباس وتم الاتفاق على عقده ليل الاثنين - الثلثاء. وصرح الناطق الرئاسي نبيل ابو ردينة ل «الحياة» بأن «اسرائيل وضعت كافة العراقيل لافشال الجهود الاميركية، لذلك فان هذا مجرد لقاء وليس مفاوضات»، مضيفا: «لن تكون هناك مفاوضات سوى على اساس حل الدولتين والتطرق الى قضايا الوضع النهائي الست». وتابع: «اما بالنسبة الى اللقاء، فيتم بناء على دعوة اوباما، لذا نحن حريصون على الا نكون السبب في افشال جهوده». ووصفت مصادر مطلعة تقرير المبعوث الاميركي جورج ميتشل الى اوباما بأنه سيكون «انجازا شكليا وبروتوكوليا للتغطية على الفشل ومن اجل استمرار المفاوضات والدور الاميركي واستمرار عملية السلام». واضافت ان «نتانياهو فرض رأيه وما حصل تراجع اميركي». ورأت ان الاجواء الفلسطينية التي سيعكسها عباس في اللقاء الثنائي مع اوباما هي: «اتفقنا على برنامج ولم تتمكنوا من تنفيذه... واذا لم تتمكنوا من تناول موضوع الاستيطان، فكيف ستتناولون موضوع القدس؟». وتابعت ان «الطرف الاسرائيلي استضعف اوباما، واستمرار النمط الاميركي الحالي ستكون له ابعاده المخيفة». واجتمع عدد من وزراء الخارجية الاوروبيين والعرب على عشاء ليل الاحد - الاثنين بدعوة من وزير الخارجية الاسباني ميغيل موراتينوس و«رئيس مؤسسة السلام العالمي» تيري رود لارسن، وسط اجواء دولية محبطة بسبب افشال نتانياهو الجهود الاميركية، ووسط انتقادات في الجلسات الوزارية الخاصة كيفية تناول الادارة الاميركية الملف الفلسطيني، وخطأ التجزئة باسم التدريج والبدء بالاستيطان حصرا. وقالت المصادر ان المحورين الاساسيين في الحديث تناولا مركزية المسألة الايرانية وانعكاساتها على جميع الملفات، واللقاء الثلاثي الذي انخفضت التوقعات منه. الا ان بعض الوزراء اشار الى اهمية اصرار اوباما على عقد اللقاء لابراز اهتمامه الشخصي بالمسألة. وكان متوقعاً ان يعقد عشاء آخر ليل الاثنين - الثلثاء يضم عربا واوروبيين واميركيين يستضيفه وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند ولارسن.