«طقت في رأسي»، سأكون «متنبياً»، إما يذكرني التاريخ أو يبصق، كلاهما بعد موتي لا يعني، لكنني متورط في الانصياع لموجة كتب وبرامج تلفزيونية تلح على قراءة المستقبل من السماء بعد أن أعيتنا قراءته من أرض أكل الفساد فيها كل الحصاد. يتحول مجلس الشورى السعودي من التعيين إلى الانتخاب - على الأقل نصف كتلته - خلال عامين، القرار يصدر في يوم مماثل ليوم نشر هذه المقالة من عام 2014، أو قبله، وخلال خمسة أعوام تتولى سيدة وزارة الإعلام بعدما أخفق الرجال، بينما تعثر نادي النصر قبل الوصول إلى منصة تتويج لا يحتاج إلى رهان كبير. ترتقي مدينة ضباء شمال السعودية إلى أكبر ميناء مصدّر للنفط شرق أوسطياً، يعززه خلال ثلاثة أعوام استخراج نفط الشمال السعودي، مسنوداً بخط أنابيب ناقل للنفط من المنطقة الشرقية إلى ضباء، ما يتسبب في نزع القيمة الاستراتيجية من مياه الخليج العربي وملالي إيران. تدخل مصارف عالمية وشركات متعددة الجنسيات إلى دائرة الإسكان السعودي، وتتقزم وزارة الإسكان إلى هيئة لا يتجاوز موظفوها ال50، فالحل الإسكاني السعودي يحتاج إلى رؤوس لا تلبس عقالاً، ولا تقبل السمسرة، اختيار بناء مدن جديدة يتصدر الحلول المتاحة. يستقبل برنامج «ستار أكاديمي» فتاة سعودية من أم لبنانية وبليونير سعودي، تفوز باللقب، وتتحول إلى «إيقونة» غنائية، ويمنحها محمد عبده ثلاثة ألحان، تتلوها عشرات الفتيات السعوديات غناء وتمثيلاً. تتم خصخصة الخطوط السعودية، شركة سابك، شركة الكهرباء، مؤسسة الخطوط الحديدية السعودية مع تغيير اسمها، كذلك بناء مطار دولي في القصيم، وآخر في سكاكا، مع تحويل شركة النقل الجماعي إلى نقل طلاب وطالبات التعليم العام، ويسبقها إجبار شركات الليموزين كافة - في كل مدينة - على الاندماج في شركة مماثلة لشركة ليموزين دبي. يتم إخراج التعليم الابتدائي إلى حضن القطاع الخاص في مقابل خمسة آلاف ريال تدفعها الحكومة عن كل طالب، تتلوه بعد سنتين المرحلة المتوسطة ثم الثانوية، ووفقاً لذلك تقل نسبة «تسريب» موظفي الدولة من مهماتهم. ينتقل البريد السعودي إلى خصخصة ومنافسة الشركات الأجنبية، مع قرار من الدولة بمنع المواطنين من مراجعة الإدارات الحكومية شخصياً - إلا في حالات محددة - والاكتفاء بالتواصل عبر شركة البريد الجديدة، أو التواصل الإلكتروني. تستقبل السعودية بضجيج ولادة قاعات سينما في مراكز تجارية وفنادق، وتتسع الدائرة إلى المدن الصغيرة، وتنحسر عن القرى لأسباب اقتصادية فقط، في حين ينفض المسرح السعودي صمت السنين ويبدأ بثرثرة رجالية ونسائية ولن يتوقف مجدداً. أتوقف عند عتبة وزارة الصحة، تأملت وتخيلت مجموعة من الحلول والنبوءات، كل مرة أمسح ما كتبته، وأقول: «أستغفر الله هذا ربا» في التخيل، يستوجب كفارة. [email protected] jeddah9000@