لا أدري كيف نعيّد وصوت السيدة الفقيرة التي كانت تتحدث عن أوضاعها المأسوية والتي قبلت حتى ب(لحم حمار)، ما حكت عنه السيدة ليس غريباً على مسامعي، فلقد سمعته مراراً وتكراراً حتى تيقنت أن مثلها الآلاف من المستورين والمتعففين الذين لم يتحدثوا بعد... ليست المشكلة مشكلة طعام لم يتوافر في الجمعية... على رغم أنها من الحاجات الضرورية بحسب الهرم المعروف... ولكن لأن هذه السيدة أعلنت ضمن ما أعلنته عن مشكلات مركبة وأكثرها (أن معظم الأزواج السابقين لبناتها (إنحاشوا) تاركين نساء بلا عائل... ما زلت أنتظر أن أقرأ أن لجنة حقوقية (ما) تذهب إليها لتدرس مشكلاتها، وتعيد الحقوق لأصحابها، وتسجل هؤلاء النسوة في الضمان، وتوافر لهم ما يحتاجون إليه من دون تأخير حتى تعيد هذه السيدة وبناتها مثل الآخرين. ما زلت أحتفظ بالخبر الذي قرأته على موقع إحدى الصحف المحلية والذي (شد انتباهي بشدة) في بداية شهر رمضان، وقررت الاحتفاظ به (لعلي أعود إليه في وقت ما أو زمن ما) عن أحد رجال الأعمال الذي أعلن أنه لا يعلم أين يذهب بالصدقات لأنه لا يجد فقراء حوله، وأنه يتمنى لو (دلوه) أهل الخير على الفقراء حتى يقوم بحق الله تجاههم. هذه السيدة حالة (تستوجب المساعدة)، فصرخاتها وحرقتها وصوتها ما زال يجلجل في مسامعي حتى اللحظة، وأعتقد أنه سيظل إلى أن أسمع أنها (ارتاحت) من إيجار السكن ومن مشكلات بناتها المطلقات بلا أوراق ثبوتية ومن قلة المواد الغذائية في بلد الخير. عند بوابة (مجمع العرب) وعند الساعة الثانية عشر والنصف ليلاً نشبت (مضاربة) ساخنة بين مجموعة من الشباب وبين سائق ليموزين. (إنهال على السائق الأشخاص السبعة ضرباً بالعقال وبالأحذية مصطحبين معهم كل أنواع الشتائم التي لا تتناسب مطلقاً مع شهر رمضان الكريم! رجال الأمن الصناعي (السكيورتي) الذين حضروا من داخل المجمع، لم يفعلوا شيئاً أكثر من تخليص السائق من بين أيديهم! ولم يطلبوا مساعدة الشرطة؟ ولم يثبتوا أية حالة؟ كان من الممكن حدوث جريمة (هناك) لأن الشباب المعتدين هربوا من الموقع بكل بساطة... لا أعلم حتى اللحظة من المسؤول؟ وكيف يمكن حماية أفراد المجتمع من اعتداءات (مفاجئة) مخجلة وهمجية كهذه! أحد الشباب الرائعين استطاع تخليص سيارة الرجل من أيدي المعتدين الذين حاولوا تكسيرها وقام بوضعها على مسافة من الحدث المخجل. (رغم أننا اعتقدنا) في بداية الأمر أنه متواطئ مع المعتدين، وعندما عاد سألته أكبرنا سناً (ليش يا ولدي وين وضعت السيارة)، فأفاد يعني أسيبها لهم يكسرونها يا خالة؟ ماني قادر أنقذه منهم على الأقل أنقذ السيارة! حل علينا العيد وغادر الشهر الكريم، وبهذه الأجواء أدعو الله أن يتقبل منا جميعاً صيامنا وقيامنا وخير أعمالنا وأن يزيد من المواقف الجميلة، وأن تختفي المواقف المخجلة، وأن تحل مشكلة السيدة الأولى وكل عام وأنتم بألف خير يارب. [email protected]