شهد أبرز تجمع ل «مزاين الإبل» في السعودية، والذي يشهد صفقات بملايين الريالات، إطلاق أعيرة نارية في الهواء من جانب رجال الأمن، لتفريق محتشدين حول إبل أحد المشاركين، الذي كان ينوي عرض إبله أمام لجنة التحكيم في جائزة «الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل»، التي تقام في منطقة أم رقيبة (محافظة حفر الباطن). وتشهد أم رقيبة هذه الأيام النسخة الأحدث من جائزة «الملك عبدالعزيز لمزاين الإبل»، التي تُعد تظاهرة سنوية يتم خلالها اختيار «أجمل الإبل»، التي تعود إلى «سلالات عريقة». كما تعقد على هامشها صفقات بيع وشراء للإبل بمبالغ «ضخمة» تصل إلى مئات الملايين من الريالات، في حركة اقتصادية كبيرة. إذ وصل سعر إحدى النوق المشاركة في نسخة هذا العام إلى 30 مليون ريال، بحسب مشاركين. وفيما تستهوي الجائزة كثيراً من المتابعين، إلا أنها تلقى «انتقادات واسعة» لاتهامها ب «تأجيج النعرات القبلية». وانتشر أمس، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مقطعان مصوران يوضحان إطلاق نار في أم رقيبة. فيما تداولت أخبار عن «تبادل إطلاق نار بين قبائل يتنافس أفراد منها لنيل الجائزة». وتظهر مقاطع الفيديو مئات الأشخاص وغالبيتهم «ملثمون»، يتجمعون حول دوريات الأمن، وبعضهم يعتليها وهم يرددون صرخات وهتافات. فيما يظهر بعضهم حاملاً «رايات قبائل» في إشارة إلى ما يتهم به المهرجان من «إثارة النزعات القبلية». بيد أن شرطة المنطقة الشرقية بددت على لسان المتحدث باسمها العقيد زياد الرقيطي، هذه «الإشاعات». وقال: «لا يوجد إطلاق نار بين قبيلتين بحسب ما انتشر، بل تواجد عدد من رجال ودوريات الأمن لحفظ الأمن وتنظيم الجمهور الموجود في المهرجان بكثافة شديدة، لمتابعة تنافس المشاركين في العرض لفئة محددة من الإبل». وذكر الرقيطي، في تصريح صحافي أن مهمات رجال الأمن تشمل «تمكين الإبل المشاركة من الدخول إلى ساحة العرض المقابلة للجنة التحكيم»، مضيفاً «تشهد هذه المرحلة من السباق تنافساً قوياً بين ملاك الإبل في الغالب، وتستقطب عدداً كبيراً من المشاهدين». وأكد أنه «لم تسجل أي حالات مخلة بالأمن». فيما ذكر شهود عيون تحدثوا إلى «الحياة»، أن «شرطة محافظة حفر الباطن، أطلقت مجموعة من الأعيرة النارية في الهواء، لتفريق تجمع جماهير أحد المشاركين عند مدخل لجنة التحكيم. وهو ما تم بعد تدخل العقلاء، ليعود جمهور المتسابق إلى مقره». وبدأت القصة حينما «سارت إبل أحد المشاركين في مسيرة تضم سيارات مشجعي المشارك وعشيرته، وكانت تسير في شكل لافت، حتى يتم إيصال الإبل إلى مقر لجنة التحكيم، التي تتولى تقويمها واحتجازها حتى نهاية تقويم كل مجموعة من الإبل من الفئة ذاتها». غير أن جماهير المشارك أرادت الدخول إلى مقر اللجنة، وهو ما تمنعه قوانين الجائزة، وتم منعهم عبر الحراسات المخصصة عند بوابات اللجنة، وتزايد التجمع، وعمت الفوضى، ما استدعى تدخل قوات الشرطة التي أطلقت أعيرة نارية في الهواء لتفريق المتجمهرين، إضافة إلى توضيح القوانين والأنظمة، ليتم فض الاشتباك بعد تدخل العقلاء. وعاد الجميع إلى مقر المشارك في انتظار النتائج. وتعد الحادثة الأولى من نوعها، بحجمها وتطورها. وأسهم في انتشارها ظهور عدد من مقاطع الفيديو على شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وسط تعدد الروايات والقصص حول ما جرى.