يشكل «التغريد» كما هو معروف، عصب عمل موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، الذي يعتبر هدفه الفعلي الحث على التفاعل بين الناس، وتشجيعهم على تبادل الأفكار والمعلومات، إلا أنه خلال الفترة الماضية ظهرت تغريدات لا تعكس حقيقة الحسابات التي تبثها، إذ إنها تصدر فعلياً ليس عن أشخاص بل عن برامج «تغريد آلي» تتولى العمل بدل صاحب الحساب، وتنتشر روابط عدة على الشبكة تسمح لأصحاب الحسابات بالتسجيل فيها، عبر وضع اسم الحساب ورقمه السري، ليبدأ البرنامج في إرسال تغريدات، ويركز عدد من هذه المواقع على بث مضمون ذي طبيعة دينية. وتتضمن بعض التغريدات الآلية آيات قرآنية وأحاديث نبوية، لكن المشكلة تكمن في أن المواد ذات الطابع الديني المرسلة من المغرد الآلي لا يتأكد المشترك من صحتها أحياناً. ويقول المبرمج السعودي خلف الغنامي الذي أنشأ تطبيق «غرد بذكر الله»، إن تطبيقه الذي يحمل، كما يظهر من اسمه، طابعاً دينياً ودعوياً، جذب 40 ألف مشترك في شهره الأول. وحول صحة المعلومات والأحاديث، يؤكد الغنامي أنه اعتمد في بادئ الأمر على مواقع دينية يثق بها، ومن ثم تعاون مع عميد معهد الإعجاز العلمي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور أحمد الباتلي، قبل أن تتبنى موقعه شركة سعودية لتقنية المعلومات. ويبدو أن انتشار التغريدات الآلية بمختلف محتوياتها، سواء الدينية أم التنبيهية أم المعلوماتية، لم يلاق استحسان كثيرين، إذ شن مغردون حملة عليها عبر «هاشتاق» أنشأه مقدم برنامج «ويب 2» في التلفزيون السعودي رائد المطيري (أكثر من 8 آلاف متابع)، وهو أبدى امتعاضه في تغريدة تضمنت الهاشتاق كتب فيها: «التايم لاين عندي نصفه تغريدات آلية #معاً_لإيقاف_التغريد_الآلي إذا منزعج مثلي رتويت». ويبدو أن الامتعاض طاول كثيرين، إذ أيد المستشار القانوني الدكتور محمد المقرن (70 ألف متابع) إيقاف التغريد الآلي، إذ كتب أن هذا النوع من التغريد «يفسد جمال تويتر... أتمنى أن يتوقف». ولاقت التغريدة 209 ريتويتات على الفور. وفي السياق ذاته، رأى الإعلامي سامي اليوسف (80 ألف متابع) أن الأجر ليست له علاقة بالتغريد الآلي حين كتب في الهاشتاق: «من يبحث عن الأجر يكتب بيده.. اكتبوني من المؤيدين». وانتقد رجل الأعمال خالد العمار (أكثر من 80 ألف متابع) أيضاً الظاهرة، وإن كان أقل حدة في انتقاده، إذ إنه رأى أن التغريد الآلي مقبول في حدود «إذا تغريدة أو اثنتين في اليوم فيها حديث أو آية فمقبولة، أما حسابك شغال كله آلي، بعتذر عن متابعتك». واتفق معه المغرد عيضة (أكثر من 29 ألف متابع) الذي كتب في تغريدة: «في الحقيقة التغريد الآلي مزعج، وليس من حقي أن أطلب من أحد أن يوقفه كما هو من حقي أن ألغي متابعة ما أراه مزعجاً». وكان للتعليقات الساخرة نصيب في الهاشتاق، إذ كتب المغرد «محماس الرابع طعش» (أكثر من 132 ألف متابع)، أن «الأمهات مستقبلاً إذا هاوشوا عيالهم بيقولون لهم: خلك مثل حسابك في تويتر... بدلاً من خلك مثل فلان». ولم يتوان مغردون عن نشر طرق القضاء على الظاهرة، سواء عبر إلغاء متابعة حساب مستخدميها، أم عبر برامج خصصت لإيقافها.