أبدت إيران أمس، ثقة بإمكان أن تبرم مع الدول الست المعنية بملفها النووي، اتفاقاً خلال فترة «وجيزة جداً»، على رغم تمديد المفاوضات 7 أشهر. قال عباس عراقجي، نائب وزير الخارجية الإيراني عضو الوفد المفاوض: «إننا عازمون على التوصل إلى اتفاق عام خلال أسابيع، ودرس التفاصيل فوراً». واعتبر أن اتفاق جنيف الذي أبرمته طهران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي «كان هدنة»، لافتاً إلى أن «الاتفاق الشامل الذي نسعى إلى إبرامه هو بمعنى اتفاق سلام، وأن نحتاج لمزيد من الوقت للتوصل إليه، أمر طبيعي». أما مجيد تخت روانجي، مساعد وزير الخارجية الإيراني عضو الوفد المفاوض أيضاً، فأعرب عن تفاؤله بالتوصل إلى اتفاق «خلال فترة وجيزة جداً». وأضاف: «حدث تقارب في وجهات النظر حول مسائل كثيرة، وعدم إبرام اتفاق كان سببه ضيق الوقت. لو كان هناك متسع من الوقت، لأتممنا عملنا في هذه الجولة من المفاوضات. القضايا معقّدة جداً ونحتاج لمزيد من الوقت للتفاهم في شأنها». ووَرَدَ في بيان مشترك أصدره وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وممثلة الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، بعد اختتام المفاوضات في فيينا: «نبقى مقتنعين بأنه بناءً على التقدّم الذي تحقق والأفكار الجديدة التي نتابع استكشافها، هناك مسار ذو صدقية يمكن من خلاله التوصل إلى حلّ شامل. ونعتزم البناء على قوة الدفع الحالية، من اجل إتمام هذه المفاوضات في أقصر وقت. لسنا في حاجة لسبعة أشهر، يمكن أن نتوصل إلى اتفاق في شكل أسرع». أما الرئيس الإيراني حسن روحاني فتحدث عن «تضييق كثير من الفجوات وتقريب مواقف»، مضيفاً: «صحيح أننا لم نستطع التوصل إلى اتفاق، لكن يمكننا القول إن خطوات مهمة اتُخذت، وأنا متأكد من أننا سنتوصل إلى اتفاق نهائي، إن لم يكن اليوم فغداً». لكنه كرّر أن «إيران لم ولن تتراجع عن حقوقها النووية»، معتبراً أن «العالم أدرك وجوب أن يتعامل معها عبر الحوار والمنطق والتفاوض، وأن الضغوط والعقوبات بلا جدوى». وأكد أن «لا شكوك حول استمرار عمل المنشآت النووية لإيران وتكنولوجيتها الذريّة»، مشدداً على أن «أجهزة الطرد المركزي لن تتوقف عن العمل، وستتحسن الظروف المعيشية للشعب». واختتم أن «الشعب الإيراني سينتصر في المفاوضات النووية». في المقابل، رأى أعضاء جمهوريون بارزون في الكونغرس الأميركي، بينهم جون ماكين وليندساي غراهام ومارك كيرك، أن تمديد المفاوضات مع طهران يجب أن يقترن بتشديد العقوبات عليها، وحضّوا على إحالة أي اتفاق نهائي على الكونغرس للمصادقة عليه. وشدّد كيرك على وجوب أن «يفرض الكونغرس عقوبات لا تعطي خيارات أخرى للملالي في إيران، لتفكيك برنامجهم النووي غير القانوني»، رافضاً منحها «مزيداً من الوقت لامتلاك قنبلة نووية».