أكد وزير العمل ووزير السياحة والآثار الدكتور نضال القطامين أن ثمة تغيّراً إيجابياً واضحاً في المؤشرات الاقتصادية لأرقام الإيرادات السياحية في نهاية ثلثي العام 2014، ما يعكس أثراً بارزاً لإجراءات الوزارة وهيئة تنشيط السياحة من خلال الإحصاءات الرسمية الصادرة عن البنك المركزي الأردني والتي تثبت ارتفاع عائدات المملكة من الدخل السياحي للفترة من كانون الثاني (يناير) إلى أيلول (سبتمبر) من العام الحالي بنسبة 9 في المئة إلى 3.4 بليون دولار مقارنة ب 3.1 بليون دولار للفترة ذاتها من العام 2013، مشيراً إلى أن هذا الارتفاع يعود في شكل رئيس إلى ارتفاع أعداد السياح من دول الخليج العربي وأميركا إضافة إلى الأردنيين المقيمين خارج المملكة. وأكد القطامين أن اجراءات الوزارة التي نفّذتها مع شركائها في القطاع جاءت استعداداً ناجحاً للتحدي الذي فرضته ظروف الإقليم، ولم يكن أكبر المتفائلين يطمع في أكثر من الحفاظ على أرقام الإيرادات السياحية في الأعوام السابقة فضلاً عن توقع ارتفاعها، فجاءت الوزارة بإجراءات وخطط لمواجهة التحديات فقلبتها إلى فرص وحقّقت ارتفاعاً في أرقام الإيرادات السياحية وصلت إلى 9 في المئة للأشهر التسعة الأولى من هذا العام مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2013. وأضاف أن من بين الإجراءات التي عملت الوزارة على تنفيذها عقد لقاءات مع سفراء الدول العربية والأجنبية للتعريف بما يملكه الأردن من موروث حضاري ديني وثقافي، شملت سفراء الدول التي تضع السياحة الدينية على برامج مواطنيها السياحية. فيما شكّلت زيارة الحبر الأعظم للمملكة في أيار (مايو) الماضي والتغطية الإعلامية العالمية التي رافقتها نافذة مهمة لتسويق المواقع الدينية المسيحية للعالم في ظل وجود خمسة مواقع للحج المسيحي في المملكة اعترف بها الفاتيكان من بينها موقع عماد السيد المسيح و34 موقعاً دينياً في المملكة وردت في الإنجيل. وأكد القطامين أن من أهم الأهداف التي تسعى الوزارة إلى تنفيذها التعريف بفرص الاستثمار في القطاع السياحي، وإبراز دور السياحة في توفير فرص العمل، والتأثير الإيجابي لصناعة السياحة في النشاطات السياحية الأخرى، مع دفع المجتمع لتقبل السياحة باعتبارها نشاطاً إنسانياً بمردود اقتصادي وبعد اجتماعي، فضلاً عن إبراز القيم الاجتماعية والتاريخية والثقافية الأصيلة في المجتمع الأردني. وكشف أن من الإجراءات التي تم اتخاذها تمكين هيئة تنشيط السياحة من القيام بدورها المحوري وإلهام وإعادة تقييم عمل المكاتب التمثيلية في الأسواق العالمية، وإعادة توزيع وسائل التسويق وتوجيهها نحو الأسواق الناشئة، والاستفادة من السفارات الأردنية في العالم، ومكاتب الملكية الأردنية، والجاليات الأردنية في ذلك، فضلاً عن مشاركة الهيئة في العديد من المعارض الدولية الهادفة لإبقاء المملكة ضمن البرامج السياحية الدولية، واستقدام العديد من محطات التلفزة والصحافيين والإعلام العالمي. وقد باشرت وزارة السياحة خططها بتفعيل دور القطاع السياحي التشغيلي بتوفير فرص عمل في القطاع السياحي، وتمويل المشروعات السياحية الصغيرة والمتوسطة. وأثمرت عملية تنسيق الوزارة مع صندوق التنمية والتشغيل عن تقديم الصندوق قروضاً للقطاع السياحي في العام 2014 بلغت حوالى 3 ملايين دينار مقارنة بمبلغ مليوني دينار في العام 2013، حيث ساهمت هذه القروض بتوفير حوالى 3348 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة في القطاع خلال العام 2014، مقارنة بحوالى 2820 فرصة في العام 2013. وبلغت نسبة مساهمة الصندوق المباشرة في تمويل مشاريع القطاع السياحي الصغيرة والمتوسطة على مستوى المملكة 12 في المئة. وتنوّعت المشاريع التي تمّ تمويلها من الصندوق بين أعمال الترميم وصيانة البيوت التراثية والمخيّمات السياحية والاستراحات والمطاعم السياحية ومشاغل الحرف اليدوية والكفتيريا وخدمات الإقامة والمقاهي وتصنيع المنتجات الغذائية، فيما قام صندوق التشغيل والتدريب والتعليم المهني والتقني بتمويل برامج بقيمة 2.373.427 ديناراً، استفاد منها حوالى 1000 متدرب وذلك في مجالات إعداد الشباب الأردني في تخصصات الفندقة وخدمات السياحة. وأنشأت الوزارة مسارات سياحية تهدف إلى زيادة تميّز المنتج السياحي وتقديم الخدمات المميّزة في المواقع السياحية. ففي مدينة السلط استحدث مسار السلط التراثي، ومسار الوئام السياحي الذي يشمل مقام الخضر وكنيسة السيدة العذراء وبيت قاقيش ومضافة الخليلي وشارع الحمام والجامع الصغير وكنيسة اللاتين وشارع الإسكافية والجامع الكبير والمجمع الإنكليزي الإنجيلي. وفي الطفيلة استحدثت الوزارة ست محطات سياحية: حمّامات عفرا والبربيطة والمعطن والسلع والحسا وضانا، وتزويدها بالخدمات الأساسية ومن ثم ربطها بمسار سياحي، ثم ربط المعطن والسلع بمسار سياحي بيئي. أما في جرش فقد أنشأت الوزارة مسار دبين - جرش، ومسار المسطبة - محمية الغزلان، ومسار ساكب - سوف. وفي عجلون أنشأت مسار عجلون السياحي الذي يبدأ بكنيسة سيدة الجبل ثم وسط المدينة وقلعة عجلون واشتفينا ومحمية عجلون وراسون وعرجان وباعون ومار إلياس. أما مسارات محافظة المفرق فهي أم الجمال وقصر برقع وجاوا وكنائس رحاب والفدين. فيما كانت مسارات محافظة مأدبا: مسار مأدبا التراثي ومسار مأدبا الديني ومسار مأدبا الثقافي ومسار مأدبا العلاجي ومسار الحج المسيحي. ومسارات محافظة إربد: مسار المزار البيئي السياحي ومسار حوران السياحي. وفي سبيل تحسين الخدمات السياحية المقدّمة للزوار، طوّرت الوزارة عدداً من المواقع السياحية في المحافظات، منها مراكز زوار جديدة قيد الإنشاء (ذيبان، القطرانه، أذرح، طبقة فحل)، إضافة إلى تطوير وتحديث مراكز الزوار المقامة على أرض الواقع، وإجراء أعمال صيانة وإعادة تأهيل المباني التراثية وتطوير البنية التحتية ووضع شواخص إرشادية.