انطلق منذ أيام قلائل الحدث الاقتصادي الأبرز على مستوى المنطقة منتدى الأحساء للاستثمار 2013 في نسخته الثالثة، والذي ترقبته عيون المسؤولين والمستثمرين والباحثين عن الفرص الاستثمارية وحتى الوظيفية في الأحساء، كما ترقبته عدسات المصورين وأقلام الكتاب والصحافيين، لما له من ثقل كبير يلقي بظلاله على المنطقة بمناحيها الاجتماعية والسياحية والسياسية كافة وليس فقط الاقتصادية. يذكر أن منتدى الأحساء للاستثمار شهد انعقاد سبع جلسات رئيسة تخللها تقديم أكثر من 20 ورقة عمل تُعنى بطرح المحاور الرئيسة للمنتدى، ومنها: الزراعة والصناعة والسياحة والتنمية العمرانية والموارد البشرية، إضافة إلى طرح محور الطاقة متمثلاً في صناعتي النفط والغاز وتسليط الضوء على الأحساء كمنطقة نفطية ما سيكسبها أبعاداً اقتصادية عالمية، وهذا ما عمد إليه الشريكان الاستراتيجيان في تنظيم هذه التظاهرة الاقتصادية الكبيرة، وهما «غرفة تجارة الأحساء» وشركة أرامكو السعودية، فبذلا مجهوداً كبيراً في سبيل الوصول بهذا المنتدى إلى المستوى المأمول. أيضاً من الثمار التي قطفها القائمون على منتدى الاستثمار باكراً هو حضور عدد من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين وأكثر من 500 شخصية اقتصادية من رجال وسيدات الأعمال، وهذا مؤشر قوي ودلالة واضحة على مدى النجاح الكبير الذي ناله ذلك المنتدى والسمعة النافذة التي حظي بها. ومن السمات الجاذبة في منتدى الأحساء للاستثمار أيضاً أنه بمثابة الخيمة التي جمعت تحت سقفها المستثمرين والمسؤولين وأصحاب وصناع القرار في القطاعين العام والخاص، وكان فرصة سانحة لطرح الأفكار وتبادل الآراء وعقد الصفقات الاستثمارية الفورية تحت سقف واحد، خصوصاً وأن هناك معرضاً متكاملاً عرض وسلط الضوء على الفرص الاستثمارية في الأحساء قام على هامش المنتدى، إضافة إلى منصة مفتوحة لطرح الفرص التجارية وتنفيذ الصفقات. وكان المنتدى جسر الانطلاقة الفعلية لعدد من المشاريع التنموية الضخمة والمرتقبة في المنطقة، من بينها وضع حجر الأساس للمدينة الصناعية الساحلية العملاقة بسلوى التي تقع على مساحة إجمالية تقدر ب300 مليون متر مربع، وكذلك المدينة الصناعية الثانية التي تبلغ مساحتها 2.5 مليون متر مربع التي تبعد عن المدينة الصناعية الأولى قرابة 19 كيلومتراً. لا شك في أن منتدى الأحساء للاستثمار 2013 وما صاحبه من أنشطة وفعاليات كان له الأثر البالغ في دفع عجلة التنمية الاقتصادية للأمام، وإنعاش المنطقة على الأصعدة كافة، وإيجاد فرص استثمارية ينجم عنها خلق فرص وظيفية لأبناء وبنات الأحساء. وكانت لمنتدى الأحساء انعكاسات واضحة وجلية، ونستطيع سرد بعض منها في النقاط الآتية: تسليط الضوء على الأحساء بصفتها منطقة منتجة للنفط وإبرازها عالمياً وهذا عنصر جذب للمنطقة سيدعمها إعلامياً واقتصادياً وسياحياً، ولعب ذلك المنتدى دوراً فاعلاً في تعريف المستثمرين الخارجيين بإمكانات ومقومات الأحساء الاقتصادية ونوعية وكمية الموارد التي تختزلها ما يجعلها قبلة اقتصادية بجلاء وأرضاً استثمارية خصبة تحفز كبار رجال الأعمال للولوج فيها بمشاريعهم وأفكارهم التجارية، وتوفير فرص استثمارية ووظيفية هائلة، ويرفع وتيرة العمل الاقتصادي في المنطقة، عطفاً على المشاريع التي انطلقت من أرض المنتدى، والدور الذي قام به الشريكان الاستراتيجيان «غرفة تجارة الأحساء» وشركة أرامكو السعودية المتمثل في المنتدى الذي يعمل على تحفيز الرعاة والداعمين للمشاركة فيه، وبالتالي كان لذلك الأثر البالغ في دعم وتنشيط الحركة الإعلامية والاقتصادية، وسهولة عقد صفقات تجارية واستثمارية فورية على أرض المنتدى بسبب الأجواء الملائمة التي وفرها المنتدى لمرتاديه. وكان لهذا المنتدى دور عظيم في ولادة شراكات وتحالفات عظيمة بين أكثر من جهة في سبيل دعم المنطقة على أكثر من صعيد، بداية بالشراكة الاستراتيجية بين «غرفة تجارة الأحساء» وشركة أرامكو، ومروراً بالتحالفات بين القطاع الخاص والقطاع الحكومي، وانتهاء بالشراكات بين رجال الأعمال والمستثمرين التي نشأت بفعل هذا المنتدى. رائد البغلي RaedAAlBaghli@