قالت مصادر ديبلوماسية متطابقة ل «الحياة» ان جهوداً تبذل للوصول الى «إعلان مبادئ» لتنفيذ بيان جنيف الاول، بتوقيع الجانبين الاميركي والروسي والاممالمتحدة وممثلي الحكومة السورية والمعارضة بعد افتتاح مؤتمر السلام في مونترو قرب العاصمة السويسرية في 22 كانون الثاني (يناير) المقبل، قبل انطلاق المفاوضات المباشرة في جنيف، مشيرة الى وجود مقترح لعقد لقاءات أمنية بين ممثلين عن الحكومة والمعارضة ودول غربية قبل انطلاق المؤتمر. ومن المقرر ان تستضيف جنيف لقاء لمجموعة العمل الخاصة بتطبيق البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الامن المتعلق بتسهيل مرور المساعدات الانسانية والبحث في تطبيق خطة العمل التي أقرتها الدول الكبرى ضمن مساعي تحقيق «اجراءات بناء ثقة» قبل انطلاق المؤتمر، بالتزامن مع بدء المبعوث الدولي - العربي الاخضر الابراهيمي لقاءاته مع اطراف المعارضة السورية قبل اللقاء التشاوري الاميركي - الروسي والابراهيمي يوم غد. واوضحت مصادر ديبلوماسية غربية ان اللقاء الثلاثي سيبحث الصيغة النهائية للدعوة التي ستوجه الى الطرفين السوريين والدول المعنية والقائمة النهائية حيث جرى الحديث عن 30 دولة مع استمرار الخلاف «حول حضور إيران وصيغة الحضور في قاعة المؤتمر أو أروقته». وتابعت المصادر انه في حال عدم حل الخلافات في هذا الاجتماع الثلاثي، سيعقد لقاء آخر قبل مؤتمر المؤتمر الدولي. واوضحت المصادر ان الترتيبات الاولية تتضمن افتتاح المؤتمر في مونترو في 22 الشهر المقبل بكلمات لكل من الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ووزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف وأميركا جون كيري وممثل الحكومة السورية وزير الخارجية وليد المعلم وممثل المعارضة رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض أحمد الجربا، في حال جرى الاتفاق على تمديد ولايته في الاجتماع المقبل للهيئة العامة ل «الائتلاف» بعد 7 الشهر المقبل. وتابعت المصادر انه بعد الكلمات، ستجرى جلسات ثلاثية اميركية - روسية - دولية ومحادثات مكثفة في الاروقة مع الدول الاقليمية الفاعلة ولقاءات بين الابراهيمي ووفدي الحكومة السورية والمعارضة، على أمل الوصول الى «اعلان مبادئ» لتنفيذ بيان جنيف وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة يوقع عليه لافروف وكيري وبان أو الابراهيمي وممثلا الحكومة والمعارضة، على ان تنتقل الوفود بعد ظهر 23 الشهر المقبل الى جنيف لعقد مفاوضات مباشرة في قصر الامم التابع للامم المتحدة بحيث يلعب الابراهيمي ومساعد الامين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان دور الوسيط. واوضحت المصادر: «هناك احتمالان: إما أن تكون المفاوضات الثنائية بين الوفدين السوريين من دون موعد نهائي أو يدخل الوفدان الى غرفة مغلقة الى حين التوصل الى حل، بالتزامن مع اتصالات في الاروقة بين روسيا واميركا ودول اقليمية لها نفوذ على الجانبين السوريين». وقالت مصادر ان وفد الحكومة السورية سيكون برئاسة وزير الخارجية وليد المعلم وعضوية نائبه فيصل المقداد والمستشارة السياسية والاعلامية في الرئاسة بثينة شعبان تحت «مرجعية» الرئيس بشار الاسد، مضيفة ان «الائتلاف» يدرس تشكيل وفد من «خبراء وفنيين» على ان تكون مرجعيتهم الهيئة السياسية ل «الائتلاف» اسوة بتشكيلة الوفد الحكومي. وأفاد «الائتلاف» في بيان بعد اجتماع هيئته السياسية بحضور السفير الاميركي روبرت فورد في اسطنبول أمس: «كيف يمكن الذهاب إلى مؤتمر جنيف2 من دون تطبيق مقررات جنيف1». واوضحت مصادر أخرى ان جهوداً أخرى تبذل لتحقيق «اجراءات بناء الثقة» تتعلق بتسهيل مرور المساعدات الانسانية واطلاق معتقلين و»وقف محلي لإطلاق النار» في مناطق مختلفة قبل انطلاق المؤتمر، مشيرة الى ان «ما يحصل على الارض هو العكس، اذ ان النظام والمعارضة يسعيان الى تحقيق نتائج عسكرية على الارض للدخول بموقف تفاوضي احسن الى المؤتمر الدولي». ومن المقرر ان تعقد مجموعة لندن التي تضم 11 دولة من «مجموعة اصدقاء سورية» لقاء على مستوى وزراء الخارجية في لندن في 8 الشهر المقبل لتنسيق مواقفها قبل «جنيف2»، اضافة الى استضافة الكويت في منتصف الشهر مؤتمراً للدول المانحة لتقديم المساعدات للدول التي تستضيف لاجئين سوريين. وقالت مصادر دولية ان الاممالمتحدة دعت سيدات سوريات من المجتمع المدني الى مؤتمر في جنيف يومي 12 و13 الشهر المقبل ل «دعم مشاركة المرأة في العملية السياسية والعملية الانتقالية وتشجيع إشراكهن في العمليات السياسية واعادة الاعمار والتعرف على حاجات بناء القدرات وادارة الصراعات واجراءات بناء الثقة التي يمكن أن تدعمها الأممالمتحدة واللاعبون الدوليون لدعم مساهمات النساء في جهود صنع السلام المحلية». الى ذلك، قال رئيس «المنبر الديموقراطي» سمير عيطة ل «الحياة» ان وفداً يضم «طيفاً واسعاً من السوريين يؤمنون بوحدة الوطن وشعبه وبالمواطنة المتساوية وضرورة الوقف الفوري للحرب القائمة واستقلاليّة قرار السوريين عن أي قوى خارجيّة» سيلتقي الابراهيمي ومسؤولي الاتحاد الروسي والولايات المتحدة قبل لقائهم الثلاثي غداً. ويضم الوفد السوري كلاً من عضو «المجلس الوطني الكردي» أحمد سليمان والفنان جمال سليمان ورلى الركبي من «شبكة المرأة السورية» والديبلوماسي داني بعاج وعضو «المنبر» عارف دليلة والرئيس السابق ل «المجلس العسكري» في حلب العقيد عبدالجبار العكيدي والعقيد يعرب الشرع وآخرين. كما شكّل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض وفداً من خمسة اشخاص بينهم الامين العام بدر جاموس ومسؤول «اعلان دمشق» عبدالاحد سطيفو وأنس عبدة لعقد لقاء مع الجانبين الاميركي والروسي والابراهيمي. وقالت مصادر ان «الائتلاف» يريد تسلم النسخة النهائية من الدعوة الى «جنيف2» والعدد النهائي لاعضاء الوفد بعدما جرى الحديث عن 15 شخصاً في كل وفد، باعتبار ان الابراهيمي طلب تسلم القائمة النهائية لوفدي الحكومة والمعارضة في 27 الجاري، بعدما يوجه غداً الدعوة الرسمية للمؤتمر.