حذرت منظمة غير حكومية فرنسية امس من «المخاطر المتعددة» التي قد تسببها عملية تدمير ترسانة الاسلحة الكيمياوية السورية على متن سفينة شحن في عرض البحر»، مؤكدة انه لم يسبق ان تم القيام بمثل هذا العمل في السابق. في غضون ذلك، يجتمع اليوم ممثلو الدول التي ستشارك في عملية نقل الترسانة الكيماوية في البحر وتدميرها وتشمل كلاً من سورية، باعتبار ان السلاح الكيماوي سيغادر مرفأ اللاذقية، والصين وروسيا اللتين ستقوم سفينتان من بلديهما بمرافقة سفينتين نروجية ودنماركية اللتين ستنقلان السلاح الى سفينية أميركية في المياه الدولية، اضافة الى ايطاليا التي ستجري في مرفأ فيها عملية تبادل نقل السلاح. وتوقعت مصادر حصول تأخير في البرنامج المقرر في قرار مجلس الامن رقم 2118 الذي نص على خروج الترسانة قبل 31 الشهر الجاري. من جهتها، قالت منظمة «روبين دي بوا» المتخصصة بمراقبة السفن في المياه الدولية والمشاكل البيئية التي قد تنشأ من تفكيكها في بيان ان سفينة الشحن «ام في كيب راي» التي هي بطول 200 متر التي ستنقل الاسلحة لتدميرها في البحر «مصممة أساساً لحمل المقطورات ومعدات النقل» وهذا النوع من السفن «هش جداً». واضافت انه مع عدم وجود حواجز عرضية لمنع انتشار النيران أو المياه وبسبب وجود هيكل واحد فإن هذه السفن «يمكنها ان تغرق في دقائق وبسرعة مع حمولتها». واوضح البيان ان «عملية التطوير الجارية منذ الاسابيع القليلة الماضية على السفينة لا يمكنها ان تضمن بقاءها صامدة بما يكفي في حال حدوث ضرر»، مشيرة الى ان عمر السفينة هو 36 عاماً وانه في المتوسط غالباً ما يتم تفكيك السفن بعد 30 عاماً. وتقوم وزارة الدفاع الاميركية حالياً بتجهيز السفينة بنظامين للتحليل المائي وهو نوع من مصنع نقال قادر على التخلص من العناصر الكيمياوية السورية الاكثر خطورة، اي تلك التي تدخل في صنع غاز الخردل او السارين او «في اكس». وهذه الانظمة النقالة التي صنعها البنتاغون في مطلع السنة، نصبت على السفينة تحت خيمة مجهزة بنظام تنقية. وسيدير العمليات حوالى ستين موظفاً مدنياً من وزارة الدفاع الاميركية على ان يتكون الطاقم الكامل على متن السفينة من مئة شخص. ويسمح نظام التحليل المائي بالتفكيك الكيماوي لمادة بواسطة المياه بما يؤدي الى ظهور جزيئات جديدة تكون أقل سماً. وتستغرق عمليات التفكيك ما بين 45 و 90 يوماً في المياه الدولية. ورأى البيان ان هذا النظام «المتطور تجريبيي ( ... ) وهو مخصص للاستخدام على اليابسة ولم تثبت قدرته على ان يعالج بأمان واستدامة 500 الى 600 طن من المواد السامة». واضاف ان «الاستخدام الاول لهذه العملية على متن سفنية وعلى نطاق صناعي فيه مخاطر متعددة على افراد الطاقم والفنيين والبيئة». وتابعت انه «لا يمكن استبعاد سوء الاحوال الجوية والعواصف أو غيرها من الحوادث في عرض البحر والتي يمكنها أن تؤثر على سلامة سير العملية». وكشفت وزارة الدفاع الاميركية في السادس من الشهر الحالي عن خريطة الطريق لتدمير الاسلحة الكيماوية السورية التي تعتبر الاخطر وتتضمن استخدام سفينة ومصنعين نقالين مع مهلة 45 الى 90 يوماً لمعالجة «مئات الاطنان» من العناصر الكيماوية. والعناصر الكيماوية التي تعتبر الاخطر ويفترض ان تدمر بحلول نيسان (ابريل) 2014 ويجب بالتالي ان تكون على متن كيب راي هي عبارة عن «مئات الاطنان» اي حوالى «150 حاوية» بحسب مسؤول اميركي كبير في وزارة الدفاع. واعلنت دمشق عن اجمالي 1290 طناً من الاسلحة او المواد الكيماوية. والحاويات يفترض ان ينقلها الجيش النظامي نحو مرفأ اللاذقية، بحسب منظمة حظر الاسلحة الكيماوية، على ان تنقل لاحقاً عبر سفن نحو ميناء دولة أخرى لم تحدد بعد. وتعهدت الدنمارك والنروج بتأمين هذه السفن او قسم منها. وفور وصولها الى هذا المرفأ ستنقل الحاويات أولاً خلال مهلة 48 ساعة الى سفينة «كيب راي» التي ستقوم كما يبدو بعملية التخلص منها في المياه الدولية بحسب هذا المسؤول.