«صناعة الخطف» و «تجارة الجثث» بين المهن التي انتعشت في سورية بتفتت البلاد إلى مناطق يقيم «أمراء حرب» في كل بقعة من أراضيها سواء المنطقة الخاضعة لسيطرة النظام أو مناطق المعارضة، ويتاجرون بالموت وكل شيء عدا «قذارة» السلام. (للمزيد) ولاحظ أشخاص خرجوا من دمشق أخيراً، عودة الخطف إلى شوارع العاصمة بما ذلك «المنطقة الخضراء»، ليضاف القلق من الاختفاء إلى المعاناة من انقطاع الكهرباء والإنترنت وتأرجح وجود الحواجز الأمنية بطريقة «غير مفهومة» من بعض الشوارع، في وقت بدا «الدولار الأميركي» الوحيد القادر الوحيد على كسر الحصار المفروض على الغوطة الشرقية. كما ظهرت مهنة جديدة في مناطق المعارضة هي «أبو الجثث»، وهو ذلك الشخص الذي يجول في البراري المجاورة للقرى وأطراف المدن بحثاً عن جثث أو ما تبقى منها لينقلها إلى قبور حفر منها «أبو القبور» عدداً احتياطياً من أموال تبرع فيها من تبقى في هذه الأحياء والقرى. وفي الطريق بين دمشق والساحل غرباً، تنتشر حواجز تابعة للجيش و «قوات الدفاع الوطني» الموالية، حيث أبلغ قائد إحدى المجموعات مسؤولاً أمنياً رفيعاً أنه بات صعباً السيطرة على عناصره لأنهم اعتادوا «أخذ الإتاوات وبات العمل في الحاجز مصدر دخل وسلطة هائلين من الصعب التنازل عنهما». كانت هذه شهادات أمام مؤتمر عُقد عن «اقتصاد الحرب في سورية» في مدينة بازل السويسرية. وقال شخص إنه كلما كانت المفاوضات في أحياء حمص المحاصرة تقترب من توقيع الاتفاق كان يسقط صاروخ على طاولة التفاوض أو تنفجر قنبلة أو سيارة مفخخة لأن «الأمراء يدافعون عن أموال طائلة من العمولات لتمرير الناس وأغراضها». وعندما كان الاتحاد الأوروبي يدرس رفع الحظر عن تصدير النفط لتمويل موازنة الحكومة الموقتة، دخلت الكتائب المعارضة في اقتتال للسيطرة على آبار النفط والغاز. وتصارعت لوضع البندقية والآليات الثقيلة على بوابات الحدود مع تركيا للتحكم بخطوط الإمداد وعبور الناس وبضائعهم. وفي أروقة دمشق، كان الصراع بين الموالي والأشد ولاء، إذ سمحت الحكومة بتأسيس «شركات أمن» لحماية إمدادات نقل النفط ومشتقاته من مناطق المعارضة إلى «الدولة». وبعد استعراض أرقام «اقتصادات» سورية و «دور أمراء الحرب»، قال خبير دولي: «هناك جاذبية للحرب واستمرار الفوضى. أما صنع السلام، فهو عملية قذرة لا يحبها كثيرون»، فيما أكد على ضرورة توفير حوافز للاعبين المحليين تقنعهم بالتوافق مع مقاربة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا من «تحت إلى فوق»، من خطوط النار في الأحياء والقرى والمدن البعيد وصولاً إلى السياسة في مركز دمشق... كي يقبل «أمراء الحرب» إلقاء البندقية وتسريع دخول المستقبل و «شرعنة» المنافع.