قتل وجرح أكثر من مئة عراقي في هجوم على سوق شعبية قريبة من كنيسة في حي الدورة في بغداد، حيث كان مسيحيون يصلون في مناسبة عيد ميلاد المسيح، فيما واصل الجيش عملياته ضد تنظيم «القاعدة»، وأعلن رئيس الوزراء نوري المالكي الذي استقبل نظيره الأردني عبدالله النسور أن الحكومة لن تحاور المحتجين في ساحات الاعتصام قبل إنهائه، مؤكداً «انطلاق سيارات مفخخة من تلك الساحات». وقال الناطق باسم قيادة العمليات في بغداد العميد سعد معن ان «عبوتين ناسفتين انفجرتا في سوق شعبية في الدورة، ما أدى الى مقتل 35 شخصاً»، مشيراً الى وجود نساء واطفال بين الضحايا. وأضاف ان «الهجوم استهدف السوق لا الكنيسة القريبة من المكان»، مشيراً الى ان المنطقة المستهدفة «يسكنها خليط من المسلمين والمسيحيين». وكان ضابط برتبة عقيد في الشرطة ومصدر مسؤول في وزارة الداخلية افادا في وقت سابق ان «19 شخصاً قتلوا وأصيب 37 آخرون في انفجار سيارة مفخخة استهدف مصلين مسيحيين لدى خروجهم» من كنيسة مار يوحنا «عقب مشاركتهم في قداس الميلاد». وأشار المصدر ايضاً الى ان أكثر من 30 شخصاً قتلوا أو جرحوا في انفجار عبوات ناسفة في السوق الشعبية القريبة من الكنيسة. إلى ذلك، قال مصدر عسكري إن الحملة على تنظيم «القاعدة» في الأنبار «متواصلة وقد حققت نجاحاً كبيراً إذ دمرت ما نسبته 80 في المئة من ذخائر وملاذات التنظيم، بما فيها تلك القريبة من الحدود السورية والأردنية». وأضاف ان «العمليات وجدت ترحيباً من ابناء الانبار وتم الاتفاق مع زعماء العشائر وقادة ساحات الاعتصامات على نقل المواقع الى اماكن اخرى بعيداً من الطريق الدولي الذي تشغله حالياً، شرط تفتيشها قبيل البدء بنقلها». وتابع: «اتفقنا مع قادة ساحات الاعتصام على تزويدنا قوائم باسماء المعتصمين، فضلاً عن تعهدهم عدم التعاون او ايواء رجال القاعدة اياً كانت صلتهم بالمعتصمين»، مؤكداً أن «هذه الاجراءات احترازية». وأضاف ان «العمليات ضد الجماعات المسلحة في الانبار مستمرة حتى تطهيرها نهائياً من عناصر القاعدة الذين سيحاولون ايجاد اماكن بديلة داخل البلاد، لكن لن نسمح لهم بذلك كون جميع خططهم بما فيها البديلة او الطورائ مكشوفة لنا». وأضاف: «بناء على توجيهات عليا صدرت من القائد العام للقوات المسلحة أعيد افتتاح منفذي الوليد وطريبيل الحدوديين بعد اتخاذ اجراءات امنية مشددة في كل من الاردن وسورية». من جهة أخرى، جدد المالكي الذي استقبل النسور أمس هجومه على ساحات الاعتصام في الأنبار. وقال انه سيعرض اعترافات معتقلين انطلقوا منها بسياراتهم المفخخة. وأوضح أن: «فك الاعتصامات وإخلاء ساحاتها أصبح مطلباً شعبياً لأنه وجود زائف، وعلى الجميع الانسحاب ليتركوا الإرهابيين وتنظيماتهم أمام مسؤولية أبناء العشائر ومسؤوليتنا ويقفوا أمام إرادة الدولة والأجهزة الامنية». وأعرب عن أمله في أن «تنتهي خديعة ساحات الاعتصام بلا خسائر أو تضحيات»، وأكد أن «قرار القيادات العسكرية هو الاستمرار في ملاحقة القاعدة في صحراء الأنبار وغيرها». وعن التفاوض مع المعتصمين قال: «لا تفاوض مع أحد والساحة قائمة، وأتمنى على الجميع ان لا يسمع كلام المرجفين الذين يشتركون مع القاعدة في أجرامهم». وسلم النسور رسالة خطية من الملك عبدالله الثاني الى المالكي، وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك معه: «لقد بحثنا في مواضيع استراتيجية أهمها انبوب النفط ونحن مطمئنون إلى نجاح المشروع». وأعلن موافقة الحكومة العراقية على الافراج عن عدد من السجناء الأردنيين.