تزداد التوقعات بشن الجيش الباكستاني هجوماً واسعاً في منطقة القبائل (شمال غرب) المحاذية للحدود مع أفغانستان، بعدما تحدث شهود عن حشده عدة ألوية في إقليم شمال وزيرستان، في وقت واصلت مروحياته ومدافعه لليوم الخامس على التوالي، قصفها أهدافاً لجماعات مسلحة في المنطقة، رداً على مقتل خمسة من جنوده وجرح 34 آخرين في انفجار شاحنة مفخخة في بلدة مير علي بشمال وزيرستان. واعترف مسؤولون أمنيون بمقتل حوالى 70 مدنياً على الأقل بينهم 42 من النساء والأطفال في القصف الذي استهدف مقاتلين أوزبك، فيما وزع مسلحو جماعة «حافظ غل بهادر» منشورات طالبت سكان المنطقة بإخلاء منازلهم ومقاومة الجيش بالسلاح، علماً أن قبليين اتهموا الجيش باستهداف سائقي شاحنات وأصحاب مقاهٍ في مير علي، وملاحقة عائلات فارة من القصف بقذائف هاون، ثم هدم منازل ومتاجر. يأتي ذلك بعد تأكيد القائد الجديد للجيش الباكستاني الجنرال راحيل شريف خلال مراسم تأبين قتلى الجيش قبل يومين، أن القوات المسلحة لا تحتمل هجمات حركة «طالبان باكستان» عليها في منطقة القبائل، متوعداً برد حاسم وقوي عليها، لكنه استدرك أن «الجيش يدعم الحكومة في السعي إلى حل سلمي للصراع مع الجماعات المسلحة، شرط إطلاق يده على الأرض». ويتناقض موقف الجنرال شريف مع سلفه الجنرال أشفق كياني، الذي رفض خوض معركة في منطقة القبائل «بسبب مصالح باكستان الاستراتيجية في المنطقة»، وعدم ارتكاب مسلحي شمال وزيرستان، مثل مقاتلي «شبكة حقاني» وجماعة «جل بهادر» أعمال عنف ضد الجيش خلال قتاله حركة «طالبان باكستان». لكن مسؤول في الإدارة الاقليمية لشمال وزيرستان كشف أن قيادة الجيش تعمل لعقد اجتماع قبلي (جيرغا) للتوصل إلى تسوية توقف العمليات المسلحة، ما يعكس عدم رغبة الجيش في تنفيذ عملية واسعة النطاق في الإقليم قد تكبده خسائر باهظة وتؤدي إلى تداعيات أمنية داخلية في المدن التي تعاني أصلاً من تزايد العنف الطائفي. في أفغانستان، قتل جنديان من قوات الحلف الأطلسي (ناتو)، في هجومين شنهما مسلحون جنوب البلاد وشرقها، ما رفع الى 158 عدد قتلى الجنود الأجانب هذه السنة، في مقابل 402 جنديين في 2012، و566 في 2011، و711 في 2010. كما سقط 6 مسلحين في عملية أمنية مشتركة نفّذتها قوات أفغانية وأجنبية في ولاية غزني (جنوب).