انتقدت مؤسسات وشركات مقاولات، موقعاً مخصصاً لتوظيف المهندسين، أطلقته أخيراً، «الهيئة السعودية للمهندسين»، لافتين إلى أنه «لم يحقق أهدافه في توفير كادر هندسي محلي»، لسد حاجة السوق بعد الكشف عن الشهادات المزورة، وتسفير مهندسين من جنسيات عدة، كانوا يعملون لحسابهم الخاص، ضمن حملة تصحيح أوضاع العمالة الوافدة. وكشف مديرو مؤسسات ومشرفو توظيف في شركات كبرى، أن هيئة المهندسين السعوديين التي أطلقت موقعاً للتوظيف قبل نحو شهرين، «لم تفلح محاولاتها في توفير كفاءات هندسية وطنية، لأن غالبية المهندسين السعوديين يفضلون بعد اجتيازهم مرحلة الخبرة، وحصولهم على الاعتماد الهندسي، العمل التجاري، من خلال افتتاح مكاتب استشارية خاصة بهم، وأخذ مشاريع كبيرة، ويبقى حديثو التخرج الذين يبحثون عن الخبرة والتدريب. وقام الموقع بتوفير أعداد قليلة من حديثي التخرج». واستدركوا أنه «بالإمكان من خلال الموقع البحث عن خيارات عدة، والتعرف على السيرة الذاتية للمهندس، إلا أنه عند المقابلة الشخصية نكتشف وجود ثغرات في التوظيف، فهناك اختلاف بين الواقع، وما دوّن في السيرة الذاتية، وهذا يتعارض مع مصلحة العمل»، مشيرين إلى التنسيق مع الهيئة «لوضع جملة اشتراطات للتسجيل عبر الموقع الرسمي التابع لها». وقال علي المسفر (مشرف توظيف في إحدى الشركات): «خلال فترة تصحيح الأوضاع تم إنهاء خدمات أكثر من 7 مهندسين أجانب في الشركة، وتعيين 3 مهندسين سعوديين، ولا زلنا نستقبل طلبات السعوديين من خلال موقع هيئة المهندسين، الذي من المتوقع أن يسدَّ حاجة السوق». وفي المقابل، أوضح المشرف على موقع توظيف المهندسين المهندس عبدالناصر العبداللطيف، أنه «لم يتجاوب مع الموقع إلا ثلاث شركات»، متعجباً من شكوى المؤسسات والشركات. وقال: «بلغ عدد السِّير الذاتية الموجودة على الموقع 850 سيرة، لباحثين عن عمل في المجالات الهندسية المختلفة، ومن مختلف مناطق المملكة. فيما لم يتجاوب إلا ثلاث شركات فقط»، لافتاً إلى أن ما ادعوه «غير صحيح». وحول الشكاوى من أنّ المهندسين المتقدمين «حديثو تخرج ولا يصلحون للعمل، لعدم امتلاكهم الخبرة»، ذكر أن «نسبة حديثي التخرج 30 في المئة فقط، ويوجد 300 متقدم عبر الموقع مهندسين على رأس عملهم، لكنهم يبحثون عن الأفضل»، لافتاً إلى أن الشركات لم تتجاوب «لعدم رغبتها في توظيف سعوديين، في الوقت الذي يشكون فيه من عدم فاعلية الهيئة في مهماتها، لتوفير كوادر محلية مؤهلة، لسد حاجة سوق العمل». يُذكر أن الهيئة السعودية للمهندسين، أطلقت قبل نحو شهرين، وبالتزامن مع حملة تصحيح أوضاع العمالة، موقعاً لتوظيف المهندسين السعوديين. وأعلنت أن حاجة سوق العمل إلى المهندسين، تبلغ أكثر من 200 ألف مهندس سعودي بمعدل 3300 مهندس سنوياً. فيما لا يوجد حالياً إلا 30 ألف مهندس سعودي. وكان الموقع بدأ في استقبال طلبات المهندسين السعوديين لسد النقص في شركات المقاولات.