حقق المفاجأة والحلم، غيّر معادلات الفرح، فهل ينافس اليوم لتغيير معادلات الحزن، يكفي أن نقول وقبل الخوض في تفاصيل الأرقام أننا نناقش احتمال هبوط حامل لقب الدوري نادي الفتح، لندرك حجم الفارق الذي صنعه عام واحد، إذ يتساوى اليوم بطل «دوري زين» مع الصاعد الحديث من ركاء العروبة بالنقاط ذاتها في سباق دوري عبداللطيف جميل. للمقارنة في شكل دقيق فإننا مطالبون بالوقوف على حال الفريق بين الأمس واليوم، فالفتح الذي لعب حتى اليوم 14 مباراة فاز في ثلاث منها فقط، فيما خسر ست مرات وتعادل في خمس مباريات، استقبلت شباكه 21 هدفاً، وفي المقابل زار الشباك 18 مرة، ما يوقف الفارق التهديفي عند ثلاثة أهداف سالبة، ليبلغ مجموع 14 نقطة فقط. الفريق ذاته الذي خسر ضعف ما فاز به في الموسم الحالي لم يعرف الحزن مرة حتى الجولة ال14 في الموسم الماضي، إذ لم يسقطه أي فريق بالخسارة، ولم يتعادل سوى ثلاث مرات، بينما فاز في 11، ما منحه من النقاط 36 أي أكثر من ضعف ما حققه في الموسم الحالي، فيما كان الفارق التهديفي يصب لمصلحته ب16 هدفاً بعد أن سجل 28 هدفاً وهزت شباكه 12 مرة فقط. الفتح كان في الجولة ذاتها من الموسم الماضي هزم أقرب منافسيه الهلال للمرة الثانية إياباً، وبنتيجة الذهاب ذاتها (2-1) بعد أن كان أسقط أندية مثل الأهلي والاتحاد والشباب، وتعادل مع النصر مرتين. وفي الموسم الجاري سقط الفتح أمام كل الفرق التي تجاوزها في الموسم الماضي، فهزمه الاتحاد بأربعة أهداف لهدفين، فيما هزمه النصر بهدف وحيد، وفاز عليه الهلال بهدفين نظيفين، وزاد الأهلي الغلة ليتجاوزه بثلاثة أهداف من دون رد. «النموذجي» اللقب الذي لازم النادي الأكثر ثباتاً فنياً وإدارياً لم يعد موافقاً لنتائجه، ولاسيما أن نقاطه ال14 ترميه في دائرة الخطر في ظل تراجع مستواه من مباراة إلى أخرى، الفتح مازال يسعى للعثور على شخصيته، ومدربه الذي تغنت به الصحف العربية قبل المحلية بات مضطرباً وغير قادر على تغيير الواقع أو فرض طريقته. في المقابل تراجع أداء أبرز لاعبي الفريق الأجانب وفي مقدمهم البرازيلي إلتون إضافة إلى دوريس سالمو، كما تأثر الفريق في شكل ملحوظ بغياب مدافعه كيمو سكوكو، إلى جوار أفول نجم لاعبيه المحليين، لكن الأعباء المنتظرة تبدو أكثر صعوبة وخصوصاً بعد أن دبت أنشودة الرحيل في أسماع المتابعين لتنهي في حضورها الأول علاقة المهاجم ربيع السفياني بالفريق بعد أن وقع للنصر وغادر فريقه السابق مع بداية الفترة الشتوية، فهل تكشف الأيام المقبلة عن فريق جديد يستعيد حيويته أم يخلع جلده مجبراً في ظل خشية لاعبيه من البقاء مع الفريق وسط الصراع المرعب الذي يعيشه؟