كشفت دراسة حديثة أن أكثر من نصف السعوديين «55 في المئة» يستخدمون مواقع الإعلام الجديد لإبداء الرأي في السياسة، فيما لفتت مُعدة الدراسة إلى ضرورة «مراجعة المؤسسات الحكومية وضعها لتتمكن من المنافسة». وجاء في الدراسة التي أعدتها الباحثة السعودية وأستاذة الإعلام الجديد (سياسي) في جامعة الملك سعود لمياء العنزي أن دافع 55 في المئة في مواقع الإنترنت والتواصل الاجتماعي هو المشاركة في المواضيع والقضايا السياسية، ويأتي موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» في مقدم هذه المواقع من حيث أهمية وكثافة الاستخدام للحصول على المعلومات السياسية، تليه «الصحف الإلكترونية»، ثم «المنتديات». وأوضحت الدراسة التي كانت بعنوان: «دور وسائل الإعلام الجديد في تشكيل الثقافة السياسية للشباب» أن دوافع أخرى أشبعها الإعلام الجديد، «فالحصول على المعلومات السياسية في شكل فوري، إضافة إلى مقاطع الفيديو والصور المتعلقة بالموضوع تشبع دافع 32 في المئة منهم، بينما 25 في المئة يجدون أن هذه المواقع تمكنهم من الوصول إلى الأخبار والمعلومات السياسية غير المتاحة على وسائل الإعلام الأخرى». وتطرقت الدراسة إلى مدى ثقة السعوديين في المعلومات السياسية التي يتم الحصول عليها من مواقع الإعلام الجديد، ونال «تويتر» و«الصحف الإلكترونية» على ثقة عالية جداً من قبل أكثر من نصف السعوديين، ثم «يوتيوب» بثقة 47 في المئة، تليه تطبيقات الهواتف الذكية بثقة 44 في المئة، بينما لا يثقون بما يرد من معلومات سياسية على «فيسبوك». وتجذب هذه المواقع السعوديين لخصائص فنية وأخرى معنوية، إذ يرى 35 في المئة أن الإبحار في المعلومات والانتقال إلى مواضيع ذات صلة عبر خاصية «النص الفائق» يشدهم لاستخدام هذه المواقع ويشبع شغفهم المعرفي، وفي المقابل مساحة الحرية المقدمة لتبادل المعلومات والآراء وإضافة التعليقات تجذب 33 في المئة. وتفيد الدراسة التي أجريت على 600 شخص أن 98 في المئة منهم يمتلكون حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، تصدّر فيها موقعا «تويتر» و«يوتيوب»، وتعزي الباحثة ارتقاء موقع «تويتر» على رغم حداثته بالنسبة للمواقع الأخرى إلى ما يتمتع به من حرية تامة للمستخدمين في التعبير عن آرائهم. وأوضحت الباحثة لمياء العنزي ل«الحياة» أن اهتمام السعوديين بالسياسة يتعدى المحلية، إذ تبلغ نسبة المهتمين بالقضايا السياسية العربية منهم 34 في المئة، وقالت: «المشاركة السياسية تظل مرهونة بالعديد من الضغوط المجتمعية التي تُعزى إلى الطبيعة السلطوية للمجتمع، والتي من شأنها أن تحد من مدى إيجابية تلك المشاركة على أرض الواقع الذي قد يكون في قبضة السلطة المجتمعية في شكل فاعل مقارنة بوسائل الإعلام الجديد، التي أتاحت فضاء أكثر حرية وكسرت العديد من القيود التي فرضتها النظم الإعلامية السلطوية في الوطن العربي»، مضيفة أن المسؤولية الاجتماعية خط فاصل بين ممارسة المشاركة السياسية بمعناها الصحيح عبر وسائل الإعلام الجديد أو استغلال تلك الوسائل أداة لبث الفوضى أو تفكيك الدولة.