تجدّد أمس الاشتباك الدموي بين عائلتي شومان وجانبين اللبنانيتين في بلدة الصويري (البقاع الغربي) الذي بدأ أول من أمس نتيجة خلاف على أفضلية المرور وتطوّر إلى إطلاق نار بالأسلحة الحربية الخفيفة، حاصداً 6 قتلى من العائلتين بينهم عسكريان، و7 جرحى. وعرف من القتلى: الأخوان محمد وفرج جانبين والأخوان خالد وأحمد علي جانبين ويوسف شومان. ونفذ عناصر الجيش انتشاراً كثيفاً في المنطقة وقاموا بحملة مداهمات لتوقيف مطلوبين بإطلاق النار من أجل إعادة الأمور إلى طبيعتها. وكلف مفوض الحكومة لدى المحكم العسكرية القاضي صقر صقر، الشرطة العسكرية ومديرية المخابرات في الجيش والأدلة الجنائية إجراء التحقيقات في المشاكل الحاصلة في بلدة الصويري بين العائلتين. وألقي القبض على 5 أشخاص هم قيد التحقيق بحسب الوكالة الوطنية للإعلام. وكانت حدة الاشتباكات تصاعدت أمس، إثر إحراق 9 منازل لآل شومان بعد تشييع المجند الممددة خدماته محمد جانبين، فيما ترددت معلومات عن نزوح عائلات من آل شومان من البلدة. وأصدرت قيادة الجيش - مديرية التوجيه، بياناً أكدت فيه «توقيف 3 متهمين بقتل كل من المجند محمد سعيد جانبين وفرج جانبين وضبطت سيارة المعتدين وفي داخلها سلاحا كلاشنيكوف وذخائر. وتم تسليم الموقوفين مع المضبوطات إلى المراجع المختصة». ولاحقاً، أصدرت قيادة الجيش - مديرية التوجيه بياناً أوضحت فيه أنه «أثناء تشييع المجند محمد جانبين تجددت الاشتباكات بين الطرفين وحصل إطلاق نار وحرق منازل، ما أدى إلى مقتل أحمد جانبين وشقيقه الرقيب أول خالد جانبين ويوسف شومان وولده، وإصابة عدد من العسكريين كانوا بوضع المأذونية، تدخلت قوة من الجيش وداهمت منازل مطلقي النار وأوقفت ثمانية أشخاص وأحالتهم إلى المراجع المختصة». وأجرى وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور، اتصالات شملت: رئيس مجلس النواب نبيه بري، الرئيس سعد الحريري، الرئيس فؤاد السنيورة وقيادة الجيش من «أجل التدخل السريع لتلافي تفاقم الوضع الأمني في بلدة الصويري في البقاع الغربي، والحؤول دون خروج الأمور عن السيطرة، بعد الحادث الأليم الذي تعرضت له البلدة أمس نتيجة إشكال حصل فيها، والتدخل لوقف تداعيات هذا الحادث على نسيج البلدة الاجتماعي». وشدد عضو كتلة «المستقبل» النيابية زياد القادري في حديث تلفزيوني على أن الصويري بلدة آمنة والمشكلة التي وقعت فيها ليست سياسية ولا طائفية ولا مذهبية، وقال: «لن نقبل أن ننجر إلى خلافات نكون نخدم فيها أصحاب الفتن». وأكد القادري أن «الجهود مستمرة لضبط الوضع في البلدة وتم توقيف الفاعلين، لكن اليوم (أمس) حصل تطور جديد والرئيسان سعد الحريري وفؤاد السنيورة وفاعليات المنطقة والقوى الأمنية والجيش متعاونون»، مطالباً بأن «يضرب الجيش والقوى الأمنية بيد من حديد وتوقيف كل مخالف لكي يسود الهدوء في المنطقة». وأشار إلى أن «هناك طابوراً خامساً وأصحاب غايات مأجورين لخلق فتنة بين أبناء العيش الواحد في البلدة». وأكد ضرورة «السعي إلى تجنيب البلدة بجغرافيتها الحساسة وتكوينها أي فتنة».