يُعد النموذج التصوري كونسيبت كوبيه Concept Coupe من فولفو الأول بين ثلاثة نماذج اختبارية تعكس الاحتمالات التصميمية التي يمكن أن تخرج من عباءة البنية الهيكلية الجديدة للمنتجات القابلة للتطوير SPA التي باتت أكثر استقلالية عن قواعد العجلات السابقة. ويجمع هذا النموذج الذي صمم بإشراف توماس إنغنلاث مدير التصميم الجديد لدى الصانع السويدي، بين أسلوب الحياة الإسكندنافي العصري وإرث الماضي العريق، حيث يبرز بكونه تعيد إلى الأذهان تصميم طراز P1800 الذي صُنّع في الفترة الممتدة ما بين 1961 و1973. الأناقة والبساطة مفهومان تتميز بهما الخطوط الخارجية لنموذج كونسيبت كوبيه التصوري ذي الطابع الإسكندنافي، مع التأكيد على الاستعانة بأبعاد مميزة جديدة تكفل حضوراً قوياً حتى والسيارة في وضعية السكون. ومن خلال الغطاء الأمامي والسقف المنخفضين لا يمكن إغفال الطابع الديناميكي الجريء مفتول العضلات، إضافة إلى العجلات الخماسية الأذرع قياس 21 بوصة وشبك التهوئة الأمامي «الطافي» الذي يتوسطه شعار فولفو. من جهتها، جاءت المصابيح الرئيسة منحوتة بعناية فائقة، وتميزها أضواء LED أثناء وضح النهار DRL المتخذة هيئة حرف T، علماً أنه من المنتظر أن يحمل الموديل المرتقب من XC90 معالم تصميمية مستوحاة من ذلك الطراز الاختباري الجذاب. يذكر أن بعض خطوط كونسيبت كوبيه استوحيت من عروض كلاسيكية شقيقة شأن طراز P1800 الذي أنتجته فولفو في ستينات القرن الماضي وحتى مطلع سبعيناته، لتحمل هذه الاختبارية الجديدة جوهر عروض فولفو الكلاسيكية الكوبيه في قالب عصري جديد. مقصورة حالمة الحرفية اليدوية العالية والتقنيات المتطورة «الذكية»، أمور أساسية راعاها مهندسو فولفو ومصمموها في خطوط المقصورة الداخلية، حيث طغى اللونان الأزرق والرمادي تماماً مثل الهيكل الخارجي مع اعتماد الجلود الفاخرة على لوحة القيادة، وأسطح لبست القشور الخشبية الطبيعية والسجاد المغطى بالأرضية المنسوج بلون أزرق داكن، فضلاً عن تداخل عناصر أخرى مصنوعة من المعادن البراقة. وعموماً، جاءت لوحة القيادة أنيقة وعصرية، من دون أن تتخلّى عن عنصر البساطة الذي هو سمة أساسية من سمات التصاميم ذات الطابع الإسكندينافي. وعلى امتداد الكونسول الوسطي، تمكن ملاحظة شاشة العرض الملونة الكبيرة العاملة باللمس التي تتفاعل مع شاشة العرض الرقمية المتأقلمة ونظام عرض المعلومات المنعكسة على الزجاج الأمامي HUD. أما المقود ثلاثي الأذرع متعدد الاستخدامات، فتطل وراءه عدادات دائرية مجوّفة ضمن لوحة عدادات بطابع مستقبلي لافت. وتستفيد المقصورة من أربعة مقاعد مستقلة بتصميم نحيف متطور خفيف الوزن، وإن كان من الصعب أن يستوعب المقعدان الخلفيان راكبين بالغين. وعلى رغم الطابع المستقبلي للمقصورة عموماً، إلا أنه ووفق رأيي الشخصي لا يصعب تخيّل نسخة تجارية تنجم عنها. تطور هجيني جُهزت فولفو كونسيبت كوبيه بنظام دفع هجين متطور مزوداً بشاحن، يتألف من محرك بنزيني فئة Drive-E رباعي الأسطوانات سعة ليترين مع شاحن هواء «توربو» مخصص لإعطاء طاقة الدفع للعجلات الأمامية، جنباً إلى جنب مع محرّك كهربائي مسؤول عن تسيير العجلات الخلفية انطلاقاً من تثبيته على المحور الخلفي. أما قدرة الدفع الكلية لنظام الدفع الهجين المعتمد فتبلغ 400 حصان، فيما يتعدّى عزم الدوران حاجز ال 600 نيوتن متر. يذكر أن البنية الهيكلية الجديدة للمنتجات القابلة للتطوير SPA، مؤهلة للقيادة الذاتية للسيارة من دون سائق، لا سيما لجهة استعانتها للمرة الأولى بنظام توجيه ذاتي للحيلولة دون وقوع حوادث وجعل عملية القيادة أكثر سهولة وراحة، على أن يقدّم هذا النظام في العام المقبل. وبالنسبة لمفهوم السيارة ذاتية القيادة بالكامل، فينتظر أن تقدّمه فولفو بصورة تجارية استهلاكية قبل عام 2020. وعلى رغم أن فولفو لم تكشف رسمياً عن نواياها لإعطاء ذلك النموذج الاختباري الضوء الأخضر لإنتاجه على صعيد استهلاكي واسع، إلا أن تقارير أشارت إلى أن الصانع السويدي يدرس حالياً إنتاج نسخ محدودة من موديله التصوري، لا سيما بعدما لاقى حفاوة بالغة من مختلف النقاد ومتابعي عالم السيارات. www.carsandspeed.com